لاشك أن بعض الفنانين التوانسة الذين زج بأسمائهم كموقعين على ذلك البيان الذى أصدرته عائلة الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على من أجل دعمه الجماهير الغاضبة قبل ساعات من استقلاله الطائرة إلى خارج البلاد، قد ورط البعض منهم وأبرزهم المطرب الكبير لطفى بوشناق. ورغم أنه بادر بنفى الامر قائلا فى مداخلة مع قناة الجزيرة، يوم السبت الماضى : «لا تحاسبونى إلا على ما وقعت بيدى، موضحا أنه تم الزج باسمه دون أن يدرى جنبا إلى جنب مع الأمين العام السابق للجامعة العربية الشاذلى القليبى والوزير الأسبق الطاهر بلخوشة، موضحا أيضا أن كل من وقع على ذلك البيان كانوا مجبرين على التوقيع. وواصل كلامه أنه غنى فقط لتونس الوطن وللناس الذين يعانون، وأنه دائما مع الحق والعدل. وطالب بوشناق الجيش الوطنى بالتدخل وحفظ الأمن والنظام، والدعوة لحوار وطنى بين كل القوى والتيارات السياسية، والسير بالوطن إلى بر الأمان. وأوضح الفنان التونسى أن بلاده دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وسجلت اسمها بالذهب فى تاريخ الإنسانية والأمة العربية والعالم بأسره، بخلع الرئيس، معتبرا أن هذا الإنجاز حدث كبير يعجز عنه كثيرون. واستدرك داعيا الشباب التونسى المثقف بالحفاظ على الصورة الحضارية التى دفع الشعب التونسى فى سبيلها دماء وشهداء. ورغم حديث بوشناق إلا أنه قد يتعرض لبعض المتاعب خلال الفترة القادمة لأن الشعوب فى مثل تلك الأحداث تتعامل بعواطفها كثيرا. لكن المتابع لفن بوشناق سوف يكتشف انه وطنى للنخاع، وهو لم يفعل مثل الكثيرين الذين عاشوا خارج أوطانهم بحثا عن الشهرة والمجد. بوشناق طوال تاريخه الفنى مثل الطير يغرد هنا وهناك ثم سرعان ما يعود لوطنه حتى أننا فى مصر كنا نعتب عليه عدم وجوده بالشكل المطلوب بيننا ، لأنه من الفنانين الذين لهم مدرسة غنائية مختلفة الشكل والنكهة فهو خليط من الغناء العربى والأندلسى، مع وجود مساحة صوتية هائلة لديه تمنحه القدرة على الأداء الغنائى الذى اشتهر به. لذلك على الجماهير التونسية أن تكون على قناعة أن هناك من زج بهم فى هذا البيان للتأثير على الرأى العام الغاضب. والرجل قال بنفسه إنه لم يغن إلا لتونس. وما أصعب أن يقف الإنسان لكى يدافع عن نفسه خاصة فيما يتعلق بعملية الولاء السياسى لشخص بعينه على حساب الوطن. وهى التهمة التى يتعرض لها بعض الفنانين التوانسة. وأتصور أن من غنوا للرئيس المخلوع هم الأكثر تضررا من غيرهم. لأن ما فعله بن على ضد شعب تونس لا يتصوره عقل.