قالت مصادر دبلوماسية مصرية وأخرى أمنية، إنه ليس من المتوقع أن تؤدى الزيارة التى سيقوم بها الرئيس محمد مرسى إلى طهران نهاية الشهر الجارى لفتح الباب مباشرة أمام إعادة العلاقات المقطوعة منذ أكثر من 3 عقود بين مصر وإيران. كما أضافت المصادر، أن تحقيق طفرة فى العلاقات تؤدى إلى استعادة قريبة للعلاقات الدبلوماسية بين عاصمتين من أهم عواصم المنطقة ليس متوقعا فى الوقت الراهن. رفع حالة التوتر والتحسب هو النتيجة الرئيسية المتوقعة لزيارة مرسى لطهران، وهى أول زيارة رسمية رفيعة لمسئول مصرى إلى طهران، منذ أن قام عمرو موسى، وزير خارجية مصر الأسبق، بزيارة طهران فى 1997 لرئاسة وفد مصر فى قمة المؤتمر الإسلامى حينذاك.
زيارة مرسى تأتى بالأساس للمشاركة فى نقل رئاسة منظمة عدم الانحياز من مصر إلى إيران. الزيارة لن تقتصر على المشاركة فى أعمال القمة، ولكن ستشمل لقاءات مع كبار المسئولين الإيرانيين. ومن أهم المجالات المحتملة للتعاون بين مصر وإيران، بحسب المصادر على الجانبين، هى المجالات الاقتصادية والبيئية وبدرجة أقل المجالات الثقافية، ويصر مسئولون مصريون أن تلك الأخيرة لن تتضمن التوسع فى فتح الباب أمام السياحة الدينية للإيرانيين الذين يسعون للتوافد على مساجد أهل بيت الرسول الأكرم، ويقول مصدر أمنى مصرى: «ربما تكون هناك زيادة طفيفة فى عدد المسموح لهم من الإيرانيين بزيارة مصر، ولكن مجرد زيادة رمزية».
المصادر المصرية قالت ايضا: إن تفعيلا للتعاون فى مجال الطيران التجارى، وليس المدنى، هى أيضا من المقترحات الجارى النظر بشأنها.
زيارة مرسى لطهران تأتى تالية لثانى زيارة متوقعة للرئيس للسعودية للمشاركة فى قمة استثنائية لدول المؤتمر الاسلامى تعقد فى مكة منتصف الشهر الجارى، وكان مرسى قد قام بأولى زياراته الخارجية للسعودية بعد أيام قليلة من توليه منصبه مطلع الشهر الجارى، وهى الزيارة التى شهدت تصريحا مثيرا للجدل من الرئيس الذى قال: إن مصر والسعودية حارستان للإسلام السنى فى المنطقة، وهو الأمر الذى تم قراءته إيرانيا على أنه مجابهة للإسلام الشيعى القائم فى إيران بالأساس وبدرجات فى العراق ولبنان وسوريا.
«زيارة مرسى لإيران لها رمزية كبيرة، فهى أرفع زيارة يقوم بها مسئول مصرى منذ 1979».
الدبلوماسى ذاته، قال: «إذا قرر الرئيس لسبب ما أن يعلن فجأة استعادة العلاقات بين مصر وإيران، فهذا شأن آخر لكن نحن ليس لدينا ما يؤشر لذلك على الإطلاق».
