فيما حظى مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية بشهرة واسعة بسبب تجمع ثوار المدينة بساحته منذ اليوم الأول للثورة فى 25 يناير 2011، سقطت عدة مساجد أخرى بالمدينة من ذاكرة الثورة أبرزها مسجد أبوعمر بالورديان، ومسجد الحديد والصلب بالعجمى غرب الإسكندرية، ومسجد شرق المدينة الأكثر شهرة، ومسجد حاتم بمنطقة سموحة الذى شهد مشاركات واسعة فى الثورة أبان اعتصامات ميدان فيكتور عمانويل القريب من مديرية أمن الإسكندرية، ومسجد الفتح الإسلامى بمنطقة مصطفى كامل الذى وإن كان لم تنطلق منه جماهير الثورة بالإسكندرية إلا أنه كان أحد المساجد الشاهدة على القمع الأمنى خلال أيام اعتكاف العشر الأواخر فى رمضان لمدة سنين للتيار السلفى، وكذا مسجد الميرى بمنطقة كرموز، بالإضافة لميدان المساجد «أبوالعباس المرسى» بمنطقة بحرى. «الشروق» رصدت قصة مسجد شرق المدينة غرب الإسكندرية، منذ اللحظات الأولى لحادثة كنيسة القديسيين، كأحد المساجد التى شهدت على القمع الامنى وانفجار الثوار.
المكان: شارع خليل حمادة بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية حيث مسجد شرق المدينة وكنيسة القديسين، الزمان: الساعة الثانية عشرة صباح يوم السبت الأول من يناير 2011، مسيحيون يحضرون قداس رأس السنة الميلادية، عقب دقائق من بدء اليوم تفجير ارهابى يخلف وفيات لا تقل عن 25 ونحو 97 مصابا، بعد أيام وفى 7 يناير أعلن عن مصرع الشاب المنتمى لتيار الدعوة السلفية سيد بلال على خلفية التحقيق معه فى جهاز أمن الدولة «المنحل» بمنطقة الفراعنة بتهمة تدبير وتنفيذ أحداث تفجيرات القديسين، وبعدها ب18 يوما اندلعت الثورة .
لم يكن لمسجد شرق المدينة دور مباشر فى الثورة أو محطة انطلاق رئيسية لثوار الإسكندرية ونشطائها وأهاليها، لكنه ظل أيقونة للثورة ورمز للوحدة الوطنية بين المصريين «مسلمين ومسيحيين» عقب الحادث الأليم، فضلا عن مرور مسيرات الثورة التى طافت شوارع الإسكندرية برحابه.
المعلومات عن تاريخ المسجد تشير إلى أن قصة إنشائه تعود لارتباطه بمستشفى شرق المدينة التى أنشئت فى تسعينيات القرن الماضى وألحق المسجد بها، حيث كان المسجد جزءا من الخدمات التى تقدمها المستشفى، إلى أن تم ضمه للأوقاف فى 2002، وكان المسجد من دور واحد وغير ممتد بطول الشارع، إلى أن جرت عدة توسعات له ليمتد بشكل أفقى، ثم توسعته رأسيا ليشمل طابقا ثانيا وصولا لطابق ثالث فى عام 2004 بحسب أهالى شارع خليل حمادة.
فى 23 فبراير 2011 شكل المسجد دورا مهما فى يوم المشاركة الوطنية الذى نظم للحديث من جانب شباب كنيسة القديسين وعدد من النشطاء والمهتمين بالشأن العام، فيما بادر الشباب بمد علم مصر ليربط بين المسجد والكنيسة، فى تلاحم مباشر فى شارع خليل حمادة الشارع الذى يجسد معنى الوحدة الوطنية، عقب ذلك أصبح المسجد أو إن شئت قل الشارع نفسه محطة انطلاق رئيسية لعدة مسيرات فى مليونيات استكمال الثورة المصرية، مثل الجمعة 27 مايو 2011 ومليونية ذكرى الثورة 25 يناير 2012، ومليونية حق الشهيد فى 8 يونيو 2012.
وقبل تلك التواريخ عاد المسجد لدائرة الأضواء عقب أحداث الأحد الدامى 9 أكتوبر 2011 المعروفة بأحداث ماسبيرو والتى خلفت شهداء كثيرين، لينظم وقتها شباب مستقلون وقفة حداد بين المسجد وكنيسة القديسين، وقاموا بمد علم مصرى بينهما.