سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء التعليم: مقارنة طلاب الثانوية فى المدارس الحكومية بالتعليم الخاص ظالمة تدهور أحوال المدارس الحكومية وانخفاض ميزانيتها وعدم الاهتمام بالمعلم وراء انخفاض نسب النجاح بها
أرجع خبراء تربيون تراجع النسبة العامة للنجاح فى المدارس الحكومية كل عام، إلى تدهور أحوالها وانخفاض ميزانيتها وسوء المنشآت التعليمية فضلا عن عدم الاهتمام بمعلميها وخروجها عن معايير الجودة، مؤكدين أن نتيجة الثانوية العامة كشفت عن عدم وجود عدالة اجتماعية، وتمييز واضح لصالح الطبقات العليا على حساب الفقيرة، وتفوق طلاب المدارس الخاصة على حساب الحكومية أظهر هذا الخلل، بما يجعل المقارنة بين الجانبين ظالمة. وقال الدكتور محسن خضر رئيس قسم أصول التربية بجامعة عين شمس ل«الشروق» إن خطة إصلاح العملية التعليمية تستلزم التفكير خارج الصندوق بطريقة ثورية لتطوير التعليم، وفيما يتعلق بالتعليم المنزلى الذى بلغت النسبة العام للنجاح به 54%، أوضح خضر أن التعليم البديل أو المنزلى يدل على تراجع دور المدرسة، مشيرا إلى أن نسبة الطلاب ممن ينتمون إلى الأسر الفقيرة فى كليات القمة لم تعد تتعدى ال10% من إجمالى طلاب هذه الكليات.
وحذر الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية من ظاهرة الدروس الخصوصية التى وصفها بالكارثة التى نقلت العملية التعليمية للبيت، وتضخم أموال مراكز الدروس الخصوصية والتى يصرف عليها 16 مليار جنيه سنويا أى ما يزيد على نصف ميزانية التعليم، مؤكدا أن هذه الظاهرة ستستمر إذا لم يتم تطوير المناهج والامتحانات، قائلا: «يجب أن تقيس الامتحانات الفهم وليس قدرة الطالب على تفريغ المعلومات فى كراسة الإجابة». وأضاف مغيث «الطبقات الفقيرة فى المجتمع لا تستطيع إلحاق أولادها بالمدارس الخاصة أو الإنفاق على الدروس الخصوصية، ولهذا تنخفض عوامل التفوق لديهم مقارنة بالطبقة الغنية التى توفر لأولادها جميع عوامل النجاح والتفوق».
واختلف مع مغيث، الدكتور أمين أبوبكر خبير تربوى قائلا: «يجب ألا ننخدع بارتفاع نسبة الناجحين فى المدارس الخاصة مقارنة بالحكومية»، مشيرا إلى أن هناك عددا من المتفوقين من المدارس الحكومية، ودعا أن تبادر المدارس الحكومية بتطبيق معايير الجودة واختيار المعلمين وفقا للكفاءة والخبرة، والاهتمام بتقليل كثافة الفصول والاهتمام بالمنشآت التعليمية وصيانتها.
وأشار إلى دور الوزارة والمديريات التعليمية فى المتابعة والإشراف على المدارس الحكومية، وتشديد الرقابة على الطلاب الذين يتغيبون عن المدارس بالشهور ولا يتم معاقبتهم خاصة بعد شهر مارس قائلا «للأسف مفيش مدارس بعد مارس».
وفيما يتعلق بارتفاع نسبة الطلاب الحاصلين على 95% 100%، والتى بلغت نسبتهم 13.4% فأرجعها أبوبكر إلى إن الدروس الخصوصية وسهولة الامتحانات التى لا تقيس مقدار الفهم والاستيعاب، وعدم صرامة المراقبة داخل اللجان، وتسريب الامتحانات التى نفتها الوزارة رغم أنها حقيقية، موضحا أن تسريب ورقة أسئلة الرياضيات ليلة الامتحان أدت من وجهة نظره إلى ارتفاع نسبة النجاح فى هذه المادة تحديدا.