تشكل ميليشيا الباسيج الإسلامية خط الدفاع الأول عن نظام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ، حيث شكلت هذه الميليشيا رأس الحربة في عمليات قمع مظاهرات المعارضة منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009. وتضم الميليشيا مئات الآلاف من العناصر ، وكانت قد أنشئت بأمر من مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني بعد قيام الثورة العام 1979. وشكلت هذه الميليشيا خلال الحرب على العراق (1980-1988) "موجات بشرية" كلفت بفتح الطرق في الحقول الألغام للقوات الأخرى الأكبر سنا. ويمثل المدنيين الذين يمكن تعبئتهم عند الحاجة غالبية عناصر الميليشيا ، إضافة إلى وحدات أقل عددا ، لكنها محترفة ومسلحة ، وتتولى الباسيج حفظ النظام في حال اندلاع توترات يقف وراءها مدنيون ، وتتلقى الأوامر في هذا الإطار من الحرس الثوري الإيراني. وتنتمي غالبية عناصر الباسيج إلى الفئات الفقيرة والمتوسطة ، وهم ينشطون عموما في القضايا الاجتماعية مثل حملات التطعيم ، لكنهم يشاركون أيضا في الحملات "الأخلاقية" التي تطلقها السلطة ، مثل قمع الحفلات الموسيقية والغنائية غير القانونية او مراقبة النساء اللواتي يرتدين ملابس لا تنسجم مع الشريعة الإسلامية. وقبل الانتخابات ، أوضح أحد عناصرها واسمه الأول "حسين" أن السلطة أعطت "هامشا أكبر" لعناصر الميليشيا منذ انتخاب محمود أحمدي نجاد عام 2005 ، وجددت دعمها للرئيس قبل انتخابات 12 يونيو. وفي هذا السياق ، أدان المرشح الإصلاحي مهدي كروبي ما اعتبره "تدخلات غير قانونية غريبة" للميليشيا لمصلحة الرئيس المنتهية ولايته خلال الحملة الانتخابية ، ولم ينف قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري هذا التحرك ، مؤكدا في مايو إن الباسيج المدنيين يشاركون في "المسائل السياسية". ودعت الميليشيا المرشحين الذين يرفضون إعادة انتخاب نجاد إلى "التبرؤ علنا من مثيري الشغب" ، في إشارة إلى أنصار مير حسين موسوي الذي ينظمون مسيرات سلمية منذ أيام في العاصمة. في المقابل ، حمل موسوي ومسئولون آخرون الباسيج مسئولية المواجهات التي تتخلل التظاهرات ليلا منذ السبت الفائت.