«لما بنمسك ورقة إجابة طالب بنعرف هو غش فى ايه، وبنعرف من الورق ان فى طالب بيغش من الابتدائى والاعدادى وأولى ثانوى كمان، وفى كل الاحوال دى مابنقدرش نبلغ عن الغش». قالها وهو يراجع أوراق اجابات طلاب الثانوية العامة فى آخر مراحل التصحيح قبل اعلان النتيجة، مدرس الكيمياء بمدرسة صلاح سالم الثانوية بنين مجدى عبدربه، كمن يقرر واقعا مؤلما، وأكملها بيأس «وكمان بنساعد على استمرار الغش وفقا للتعليمات».
يكتشف مجدى الغش بأكثر من طريقة، «لما تتكرر نفس الاجابات فى أوراق اجابة متتالية خاصة فى اسئلة زى التعليل مثلا، بنبقى عارفين ان الطلبة دى غشت من بعضها».
ومع هذا فهو يعطى الدرجة كاملة عن الاجابة، «لأن ضبط الغش مهمة المراقب جوه اللجنة، وفى التصحيح ممكن نزود الورقة درجة أو اتنين عشان تجيب درجة النجاح، وده برضه غش تحت مسمى درجات الرأفة».
لكن اكتشاف الغش لا يتوقف عند هذا الحد، كما يرى مدرس الرياضيات بنفس المدرسة أسامة المعظمى، «المفروض ان حل المسألة الرياضية خطوات متتالية، وبنعرف ان الطالب غش الاجابة لما يكتب الحل النهائى من غير خطوات، ومع كده ندى له درجة الخطوة دى بس، لأننا ماكناش فى لجنة الامتحان عشان نثبت الغش، ولأننا ممكن نتجازى لو ما التزمناش بتوزيع الدرجات حسب نموذج الاجابة، خاصة لو الطالب اتظلم وأعادوا تصحيح الورق».
وبمزيد من التأمل يتوصل أسامة لما هو أبعد من الغش داخل أحد اللجان «فى ورق بتعرف منه ان الطالب ده بيغش من الابتدائى والاعدادى والثانوى، لما يكون جايب درجات النجاح بالعافية ويسقط فى المجموع، أو جايب صفر فى مادة أو أكتر، يعنى الدروس الخصوصية ما قدرتش تعمل له حاجة لأنه طالع بالغش سنة وراء سنة».
أسامة يكتشف هؤلاء من الصف الثانى الثانوى، وعندها يبدأ فى تعليمهم القراءة والكتابة والجمع والطرح، لكنه يرى أنهم يدخلون امتحان الثانوية العامة دون وجه حق، «لأن التصفية فى الاعدادية ماكنتش سليمة».
« كلنا بنغش بعض لما ندى ورقة فى امتحان اللغات الدرجة النهائية، ونقول إنه متفوق، واحنا عارفين ان الطالب ما بيعرفش يقرأ ولا يتكلم باللغة اللى واخد فيها الدرجة النهائية، لأن الامتحان تحريرى بس»، حسب وجهة نظر محمد محمود مدرس اللغة الانجليزية بمدرسة الزهراء الثانوية بنين بحلوان.
لكنه يرصد غشا آخر «أثناء التصحيح اكتشفنا ان بعض المدرسين مش عارفين ان الاجابات موجودة فى المنهج، لأن الطلبة مابترحش المدرسة ومابيدرسوش المنهج فى الفصول، ومعتمدين على انهم يحفظوا الطلبة حاجات معينة فى الدرس الخصوصى».
«بنغش بعضنا»، يلخص بها مدرس اللغة الالمانية بمدرسة يوسف السباعى الثانوية بنين، كل اشكال التغاضى عن الغش فى الامتحانات أو الفشل فيها، «لما نحاول نزود درجات الطالب عشان ياخد درجة النجاح، اللى هى أقل من نصف الدرجة الكاملة، ولما الكنترول يدى للطالب الساقط فى مادة أو اتنين درجات للرأفة عشان يعدى، وبعد كده يفشلوا فى الجامعة».