الدكتور عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطنى السورى.. معارض سورى من أصل كردى.. يعرف نفسه بأنه باحث فى القضية الكردية وفى الشأن العام السورى.. من مواقفه السياسية رفضه الفيدرالية كحل للقضية الكردية. تعرض إلى حملة من جانب بعض الجمهور الكردى لعدم تمشيه مع قرار المجلس الوطنى الكردى بالانسحاب من مؤتمر المعارضة فى أسطنبول فى مارس 2012، حتى إن البعض اتهمه بالخيانة.
وفى مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة التقت «الشروق» سيدا، الذى تحدث عن دور الجامعة العربية والمجتمع الدولى، وعن تسليح الجيش السورى الحر، وعن دور الإخوان المسلمين فى المجلس الوطنى ومرحلة ما بعد الأسد
● ما أهم النقاط التى تم التوافق عليها فى مؤتمر القاهرة؟ الهدف من المؤتمر أن نتوافق على وثيقتين الأولى «العهد الوطنى» وتمثل رؤية لمستقبل سوريا، والاخرى تتعلق ب«المرحلة الانتقالية». من أجل تجاوز المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر الممكنة.
● هل خلافات المؤتمر تؤثر على صورة المعارضة؟ أعتقد أنه من المتوقع أن تحدث خلافات.. نأسف لأن الأمر تم بهذه الطريقة، لكننا جاوزنا هذه العقبة.. ولابد أن تكون هناك خلافات ولكن يجب أن تكون هناك آلية لحل هذه الخلافا.
● تباينت وجهات النظر داخل المجلس الوطنى فيما يتعلق بتسليح الجيش السورى الحرة.. لماذا؟ نتهم فى المجلس الوطنى السورى وكأننا طلاب العسكرة والكفاح المسلح، لكننا نواجه وضع يقتل فيه شعب على مدى ثمانية أشهر بدم بارد، وأمام صمت العالم العربى والمجتمع الدولى بكل أسف.
● هل نفهم أن المؤتمر قد خرج بتوافق على ضرورة تسهيل توصيل السلاح للجيش السورى؟ نعم تمت الموافقة على هذا الأمر.
● هل لكم دور فى تأسيس الجيش الحر؟ لم نتخذ قرارا باللجوء الى العمل المسلح لم نتخذ قرارا بإنشاء الجيش الحر لكن الجيش الحر تشكل، فهناك حالات انشقاق متزايدة فى الجيش السورى يوميا، ومن توقعاتنا أن هذا العدد سيتزايد.
● ألا تخشون من أن أحداث ال16 شهرا الأخيرة قد زرعت بذرة التوتر الطائفى؟ النظام يسعى فى هذا الاتجاه والمجازر المروعة التى يستخدمها خاصة فى مناطق التماس مع المسيحيين وغيرهم مثل حمص وحماة وقتل الأطفال يحاول أن يدفع الأمور بهذا الاتجاه.
● هناك من يتهم المجلس الوطنى بالتبعية للإخوان المسلمين؟ الإخوان المسلمون يعبرون عن جزء كبير من قطاعات المجتمع السورى لكن حينما أسسنا المجلس الوطنى السورى، لم يكونوا معنا منذ البداية، بعدها تواصلنا مع الجميع ومن بين الذين تواصلنا معهم جماعة الإخوان المسلمين، وانضموا إلى المجلس الوطنى لاحقا، لكن النظام وإعلام الدولة دائما يصور بأن هذا حزب خطير يهدد أمن الأقليات.
● هناك اتهامات توجه للمجلس بانه أعطى الإخوان القيادة للحصول على الدعم التركى وربما التمويل القطرى والسعودى؟ لا يوجد شىء من هذا القبيل إطلاقا، نحن نقول إن الإخوان فيصل من فصائل المعارضة السورية المكونة للمجلس الوطنى، وهم يعملون جنبا إلى جنب مع الأخوة فى إعلان دمشق وإلى جانب القوى الليبرالية والعلمانية واليسارية الموجودة وإلى جانب الحراك الشبابى الثورى.
● فى خطاب الرئيس الدكتور محمد مرسى بجامعة القاهرة أعرب، وبشكل عمومى عن مساندة الشعب السورى فى عبارة فضفاضة.. ما تعليقك؟ أولا.. نحن نبارك لمصر خيارها الديمقراطى ونعبر عن سعادتنا بوصول فخامة الرئيس محمد مرسى إلى أرفع منصب فى مصر لأننا دائما نقول بإن مصر هى عنصر أساسى من عناصر توازن المعادلات الإقليمية، وفى خطابه للمؤتمر كان خطابا متميزا وعبر عن مساندته المفتوحة للشعب السورى، وهذا كافٍ بحد ذاته.
● هل يمكن تحديد سقف زمنى لسقوط نظام بشار الأسد؟ المؤشرات التى تأتى من الداخل تشير إلى أن سيطرة النظام تتراجع حاليا فى دمشق، وباتت عصية على الأجهزة الأمنية، والأمر كذلك فى دير الزور وحلب وأدلب ودرعا لذلك هذا النظام يلجأ إلى القصف العشوائى فى هذه المدن بالأسلحة الثقيلة، وهو ما يكشف النقاب عن ضعف وليس عن قوة.
● كيف يمكن للمجلس أن يتخطى عقبة الفيتو الروسى؟ إننا نتفهم بأن روسيا دولة لها مصالح، ولا يمكن بناء هذه المصالح مع نظام هو فى طريقة للزوال لدينا تواصل مع الروس ونحن على أمل أن يعيدوا تقدير موقفهم لأنه فى نهاية المطاف لو استمروا فى هذا الموقف لن يكون فى صالحهم لأن الشعوب العربية والإسلامية باتت ساخطة بسبب ما يجرى.