رفع فنانون، سلاح الرسم على الجدران "جرافيتي" للتصدي بوجه الفساد، الذي ينخر في الحياة السياسية في كينيا. وتصور مجموعة من الفنانين النخبة السياسية في البلاد، في رسوماتها الجدارية كالنسور، وقال قائد المجموعة، بونيفاس موانجي: "حاولنا أنواعا شتى من الحيوانات مثل الضباع، إلا أن الحيوان الأكثر تشابهًا بالسياسي الكيني هو النسر، لأنه يفترس الضعيف."
وعادة ما تشق حافلة تقل هؤلاء الفنانين شوارع العاصمة الكينية، نيروبي، في غياهب الليل، لضمان أداء رسوماتهم التعبيرية، بعيدًا عن أعين الفضوليين والسلطات الأمنية.
و يستهدف فنانو الجرافيتي جدران المباني المهمة والحيوية، وقرب إشارات المرور، للفت الأنظار لتلك الرسومات التعبيرية الاحتجاجية.
ويشار إلى أن موانجي وهو مصور صحفي حائز على جائزة دولية، هجر المهنة بعد مشاهدات دموية يقول إنها حفرت بذاكرته، ودفعته لسلاح "الغرافيتي" لمواجهة الساسة..وكانت كاميرته قد رصدت أحداث العنف التي اجتاحت كينيا في أعقاب الانتخابات الرئاسية مطلع 2008، منها جثة رجل تركت على قارعة الطريق تحت الأمطار، ويد بترتها ضربة منجل سقطت مضجرة بالدماء وهي لا تزال تتشبث بسلاح جرى تصنيعه بطريقة عشوائية.
وقال موانجي: "عندما أنظر للوراء ولتلك الصور أشتم رائحة الخوف وأسمع دوي الصرخات، هذا ما يحدث في بلادي حيث التقطت هذه الصور، حدثت في أماكن اعتدت الذهاب إليها، هذا يعني أن تلك الصور حقيقة ماثلة اصطدم بها يوميًا، وتحول الألم إلى غضب ثم تحد".
وشرح أسباب انتقاله للجرافيتى: "أجبرتني الظروف، فهناك الكثير من الصمت، المشاكل التي تحدث هنا.. أواجهها كل يوم، لكن ما من أحد يحرك ساكنًا"، وبدأ الفنان الكيني في تنظيم معارض صور في الشوارع لتذكير الناس بالرعب الذي تسبب به العنف السياسي.
وانضم إليه لاحقًا مجموعة فنانين من بينهم أوهورو، الذي تخصص في رسم نجوم الغناء الأمريكي، كأمثال مايكل جاكسون، والراحل توباك شاكور.
ورغم فضائح الفساد بكينيا، وكشف منظمات دولية، منها منظمة الشفافية الدولية، عن حجم الفساد المتفشي بالحكومة وقطاع الأعمال هناك، لكن لم يتعرض، وحتى اللحظة، مسؤول واحد للمساءلة، أو يمثل أمام العدالة.