خاضت القوات الأمنية العراقية، اليوم الثلاثاء، مواجهات مع عشرات السجناء، خلال عملية نقل هؤلاء من سجن في وسط بغداد إلى سجن آخر، يقع في شمالها، بحسب ما أفادت مصادر رسمية وأمنية. وقال مصدر مسؤول في وزارة العدل، لوكالة «فرانس برس»: "إن اضطرابات حدثت اليوم حين حاولت القوات الأمنية العراقية نقل مجموعة من السجناء من سجن «تسفيرات الرصافة» في بغداد إلى سجن «الكاظمية» في شمال العاصمة."
وأضاف المصدر، أن "السجناء رموا الحجارة على القوات الأمنية وحاولوا الاستيلاء على أسلحة، إلا أنهم فشلوا في ذلك"، مؤكدًا أنه "لم يسقط أية ضحايا من الجانبين في هذه المواجهات". وذكر ضابط برتبة ملازم في قوات التدخل السريع، شارك في مواجهات اليوم، أن "السجناء المحكومين بجرائم مختلفة، وبينها جرائم قتل وعددهم 184 رفضوا اليوم تنفيذ أوامر نقلهم إلى السجن الجديد".
وأوضح، أن "السجناء رفضوا الانتقال كونهم كانوا يسيطرون على سجن «تسفيرات الرصافة» سيطرة تامة، حيث يحمل معظمهم هواتف خلوية وغيرها من الأجهزة، بينما يغادر عدد منهم السجن في بعض الأحيان، ويعودون إليه بعد أيام". وذكر المصدر الأمني، أن "مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) أصدر أمرًا لقوات التدخل السريع بنقل السجناء، ولدى وصولنا وإبلاغهم بالأمر رفضوا الخروج من زنازينهم".
وتابع، أن: "بعض السجناء أثاروا أعمال شغب، وتمكنوا من السيطرة على رشاش من نوع بي كي سي، ورشاش آخر، وخاضوا مواجهة مسلحة معنا لمدة ساعتين، قبل أن تنفد ذخائرهم ما سمح لنا باقتحام الزنزانات، وتنفيذ أوامر النقل".
وأشار الضابط إلى "إصابة أحد السجناء بطلق ناري". وحدثت في السابق عدة عمليات هروب من سجون في أنحاء العراق، إضافة إلى أعمال شغب نتج عنها مقتل العديد من السجناء. وفي تقرير أصدرته في مارس 2011، تحدثت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان عن انتهاكات في السجون العراقية، بينها "تعذيب المعتقلين دون حسيب أو رقيب".