جدد منسق الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، تحذيراته من التحديات الصعبة التي تعمل علي زعزعة استقرار الأوضاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، وشدد على الحاجة الملحة إلي استئناف المفاوضات المتوقفة منذ شهور طويلة بين الطرفين. وقال في جلسة مجلس الأمن الدورية، التي عقدت اليوم الثلاثاء، حول الحالة في الشرق الأوسط: "هناك سلسلة من التطورات يمكن أن تؤجج التوتر في المنطقة، من بينها إضراب أكثر من 1500 سجين فلسطيني عن الطعام في السجون الإسرائيلية؛ احتجاجا على ظروف السجناء وتطبيق الاعتقال الإداري".
وأضاف المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط: "لقد اتخذت إسرائيل في 14 مايو الجاري خطوات لمعالجة مخاوف السجناء المتعلقة باستخدام الحبس الانفرادي، والزيارات العائلية وممارسة الاعتقال الإداري، ونحن نعتقد أيضًا أن السلطات الإسرائيلية ستقوم بتسليم رفات 100 فلسطيني، تم دفنهم في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية".
وأوضح سيري، أنه توجد اتجاهات إيجابية إذا استمرت، فسوف تبعث الأمل المتجدد لتحقيق التقدم، مشيرًا إلى ما سماه الانخراط الهادئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأطلع أعضاء المجلس على آخر التطورات بشأن المصالحة الفلسطينية، ومؤكدًا أن توسيع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الائتلافية، يمكن أن توفر فرصة لإسرائيل للشروع في تجديد ذات معنى لعملية السلام".
وقال سيري، إنه يتعين على الطرفين الآن أيضا الاستعداد لاتخاذ الخطوات التي تشتد الحاجة إليها؛ للاستفادة من الإمكانات المتوافرة لتحقيق تقدم، خاصة وأن الوضع الحالي ما يزال هشا وغير مؤكد. وفيما يتعلق بتطورات الربيع العربي، أعرب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، عن قناعته بأن الوقت الآن أصبح مناسبا لإحراز تقدم دبلوماسي في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال سيري -في إحاطته التي قدمها لأعضاء مجلس الأمن الدولي اليوم عن الحالة في الشرق الأوسط- إن "البحث عن سلام دائمًا ينهي الصراع العربي الإسرائيلي، ويحل جميع المطالبات ،أصبح الآن من وجهة نظري أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وإذا لم تغتنم الأطراف المعنية الفرصة الحالية، فعليها أن تدرك أن المغزى هنا ليس مجرد حدوث تباطؤ في لتقدم نحو حل الدولتين، وإنما سنتحرك بدلا عن ذلك نحو واقع الدولة الواحدة، التي ستأخذنا بعيدا عن السلام في المنطقة، وفقا لروح مبادرة السلام العربية."
وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن الحكومة الإسرائيلية أعلنت في 24 أبريل الماضي النية لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية بأثر رجعي، واصفا هذه الإجراءات ب"أنها تتعارض مع القانون الدولي والتزامات إسرائيل بموجب خارطة الطريق".
وأشار سيري إلى تواصل الاشتباكات بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية، خلال نفس الفترة، واستمرار الجيش الإسرائيلي في إجراء 306 عمليات في الضفة الغربية، أصيب خلالها 725 فلسطينيا، من بينهم 44 طفلا، في حين ألقي القبض على 284 فلسطينيا، وأصيب تسعة جنود إسرائيليين خلال هذه العمليات.
وحول الأوضاع في قطاع غزة، قال منسق الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إنه تم إطلاق 11 صاروخا على إسرائيل، في حين أجرت قوات الدفاع الإسرائيلية 7 عمليات توغل وغارات جوية.
وقال سيري: "لا تزال غزة تعاني نقصًا في الكهرباء، ويلزم إجراء مزيد من الإجراءات لضمان توفير إمدادات الطاقة بشكل كافٍ". وحول الأوضاع الحالية التي تشهدها الساحة اللبنانية، قال سيري: "الوضع العام في لبنان كان متقلبًا على مدى الشهر الماضي، وذلك على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة للحفاظ على سياستها المتمثلة في النأي بنفسها عن الوضع في سوريا، وأدت عدة حوادث الي تزايد المخاوف بشأن تأثير الأزمة السورية على لبنان".
وأضاف أن الأوضاع في منطقة عمليات اليونيفيل في الجنوب اللبناني ظلت هادئة بشكل عام، مشيرا إلى بدء الجيش الإسرائيلي في 30 أبريل الماضي بناء سور ليحل محل السياج التقني جنوب الخط الأزرق في منطقة حساسة من كفر كيلا، كما تواصلت الانتهاكات الجوية التي تقوم بها الطائرات الحربية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية بشكل يومي تقريبا.
وأعرب سيري عن القلق إزاء ما يجري حاليا في مدينة طرابلس بشمال لبنان، أعقاب الاشتباكات التي اندلعت في 12 مايو الجاري بين السنة والعلويين بأحياء باب التبانة وجبل محسن.