"60% من المصريين أصيبوا بكرب ما بعد الصدمة بسبب الثورة"، تلك هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة أجرتها وزارة الصحة، بالتعاون مع قسم علم النفس الاجتماعي بالجامعة الأمريكية، حول تأثير أحداث العنف التي وقعت بعد ثورة 25 يناير على الحالة النفسية للمواطن المصري. وأضحت الدراسة، أن 59,7% من الأفراد الذين شملتهم الدراسة، مصابون بحالة كرب ما بعد الصدمة، الناتجة عن تعرض الشخص لصدمة قوية، ومن بين أعراضها استعادة الذكريات المؤلمة للحدث الصادم، والنظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة، واضطرابات الكلام. وواجه المصريون الصدمات من خلال ثلاثة مراكز، بحسب الدراسة، الأول السهر ليلا لمشاهدة العنف في نشرة الأخبار، أي 61% من نسبة الخاضعين للدراسة، ورؤية العنف في الشوارع (47%)، وتدهور الأوضاع المالية (27,8%). وأكد 60% من المشاركين في الدراسة على أهمية تقديم الدعم النفسي لمن يعانون من تلك المشكلة، إلا أن 45,1% فقط أبدوا استعدادهم لتلقي العلاج في برنامج "نوافذ" الذي بدأته الأمانة العامة للصحة النفسية بمستشفى العباسية، في حين أعطى المستطلعون غير المهتمين بالمشاركة في البرنامج أسبابًا مختلفة عن موقفهم، ومنها "لست بحاجة إلى مساعدة مهنية"، و"أنا لا أثق في خدمات وزارة الصحة"، و"مستشفى العباسية لها سمعة سلبية". وقالت د.بسمة عبد العزيز، منسق "مبادرة نوافذ": "إن كثيرا من الناس باتوا يعانون من أعراض القلق والخوف ونوبات الهلع والاكتئاب، المرتبطة بتوتر المناخ العام، ما يؤثر في تعاملاتهم الشخصية ويعوق قدرتهم على العمل، وممارسة الحياة بصورة مرضية." وأكدت المشاركات في مجموعات الدعم النفسي، التي أقيمت على هامش الدراسة لسيدات من منطقة عين الصيرة، أن الأولوية لديهن هي الحصول على الاحتياجات المعيشية الأساسية، قبل التفكير في طلب المساعدة النفسية، نظرًا لظروفهن المادية القاسية.