لأنها ابنة لممثل وممثلة.. اتهمها الناس باقتحام الوسط الفنى بدون موهبة حقيقية وأنها تمثل بالواسطة. ومع ذلك، استطاعت دنيا سمير غانم أن تغير نظرة الجمهور لها عندما قدمت دور فتاة الليل فى فيلم «كباريه» وأقنعتهم بموهبتها عندما قدمت شخصية الفتاة «المسترجلة» فى فيلم «الفرح» وحملت صناديق البيرة على أكتافها.. وهى تقول إنها تنازلت عن أنوثتها بمزاجها.. الشروق: ما الذى دفعك للموافقة على تقديم شخصية الفتاة المسترجلة فى «الفرح»؟ لأن هذا الدور مختلف وصعب جدا، كما أنه أيضا مختلف تماما عن فيلم «كباريه»، فأنا حرصت على هذا الاختلاف لأننى متأكدة أن الجمهور سيقارن بين الفيلمين، لأن أغلب صناع «كباريه» موجودون فى «الفرح»، فكنت أخشى أن يقارن الجمهور بين القصتين والأداء التمثيلى بينهما. والشخصية التى قدمتها أدعى أنها لم تقدم فى السينما من قبل إلا فى الإطار الكوميدى، فدور الفتاة المسترجلة دائما تظهر فى دور كوميدى ولم يقدمها أى فيلم أبدا بطريقة جادة، ف«الفرح» هو أول فيلم يقدم هذه الشخصية ويبين كيف أن لها مشاعر وأحاسيس، ويبين أيضا كيف يراها ويعاملها الناس، وهذا أكثر ما جذبنى للشخصية. الشروق: وهل وجدت صعوبة فى استعداداتك لهذه الشخصية؟ دنيا: هذه الشخصية هى الأصعب بين الشخصيات التى قدمتها منذ أن دخلت مجال التمثيل، لأننى كنت مطالبة بأشياء كثيرة لأحضرها، فبعيدا عن أننى عانيت حتى رسمت طريقة كلام ومشية وروح الشخصية التى تختلف تماما عن شخصيتى الحقيقية، فقد تمرنت كثيرا على استخدام المطواة وحمل صناديق البيرة وطريقة فتحها بسرعة، وهذه التمرينات استغرقت منى وقتا ومجهودا كبيرا. الشروق: هل كان سهلا عليك أن تستغنى عن أنوثتك فى الفيلم؟ دنيا: لم يكن سهلا أبدا، خاصة أننى من الممثلات اللاتى ينادين بأن تكون البنت بنتا بكل ما تحمله الكلمة من معان وأن يكون الرجل أيضا رجلا بكل ما تحمله الكلمة من معان، لأن هذه هى حكمة الحياة، فلا أحب البنت التى لا تهتم بنفسها وتسترجل. ولا أحب الرجال الذين لا يختلفون كثيرا عن البنات، كما أن الفنانة لابد أن تكون مهتمة جدا بنفسها، بأن ترتدى أفضل ما عندها، خاصة عندما تكون مثلى صغيرة السن، فتأثرت كثيرا بسبب أننى ظللت فترة طويلة أصور الشخصية. فكنت طوال هذه الفتره أتعامل مع نفسى بكل الإهمال الموجود فى الدنيا، فكنت أعود إلى البيت من التصوير وأدخل أنام، وكنت لا أهتم بتناسق ملابسى مع بعضها، حتى إننى لم أكن أنظر فى المرآة من الأساس، ولا كنت أذهب إلى الكوافير، لكن الحمد لله خرجت من هذه الحالة. الشروق: فى رأيك.. ما الذى يميز فيلمى الفرح وكباريه؟ دنيا: إنهما يقتربان جدا من مشاعر الناس وليس من المآسى فقط، فنحن لا نعرض فقط المأساة ونترك المشاهد يخرج من الفيلم يتوجع، فيخرج يكره البلد، فنحن لدينا مبررات لماذا يفعل كل واحد ما يفعل.. الشروق: كيف ترين وجود أكثر من فيلم تدور حول الأحياء العشوائية؟ دنيا: الفرح ليس عشوائيات إطلاقا ولا كباريه كان عشوائيا وليس فيهما أى سوداوية، بل موضوعاتنا مصرية جدا، وأعتقد أن هذا هو المصطلح الصحيح لهذين الفيلمين من الألف حتى الياء، فالشخصيات مصرية والأحداث مصرية ولا يوجد أى شىء مقتبس من أى فيلم أجنبى. الشروق: هل بنجاحك فى تجسيد الفتاة الشعبية للمرة الثانية أعلنت التمرد على أدوار الفتاة الارستقراطية؟ دنيا: أنا لا أعمل بخطة معينة وأسير عليها فى عملى بالفن، ولكن اختار ما أقدمه من الأدوار التى تعرض علىّ، ولا أتوقع أن أستمر فى الشعبى كثيرا.