«الناخب المصرى بحث عن بديل ثالث بعيدا عن المرشحين المحسوبين على النظام أو الإسلاميين»، بهذه العبارة فسر د. عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، سر صعود «نسر» حمدين الصباحى، ووصوله للمركز الثالث فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، وهو ما وصفه بأنها «مفاجأة جيدة بعيدا عن التوقعات واستطلاعات الرأى المختلفة». وأوضح الشوبكى أن صعود صباحى سببه ظهوره بشخصية قوية وبعيدا عن ثنائية الاختيار بين الفلول والإسلاميين، لافتا إلى قدرته على حصد ملايين الأصوات رغم عدم وجود تنظيم يدعمه.
وطالب الشوبكى صباحى بالتحرر من الفكرة النمطية الناصرية، وتجديد الخطاب العروبى القومى ليحمل قدرا أكبر من الاعتدال لاستيعاب الباحثين عن البديل الثالث.
وتوقع أن تذهب معظم أصوات صباحى، تلقائيا، لمرشح الإخوان، محمد مرسى كما سيتجه بعضها إلى دعم أحمد شفيق، وقال «كثير ممن صوتوا لصباحى انتخبوه لأنه بديل مدنى ورغبة فى التصويت العقابى للإخوان».
فيما قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أشرف الشريف: إن صباحى تمكن من الوصول بخطابه لقطاع كبير من الطبقة الوسطى التى ترغب فى التغيير تحت مسمى «عيش، حرية، عدالة اجتماعية».
وأشار الشريف إلى أن خطاب صباحى ركز على قضايا الفقر والعدالة، كما لفت إلى أن شعاره «واحد مننا»، يحمل بعدا شعبويا ويعبر عنه أنه واحد من الناس شعر بهم ولا يتعالى عليهم، بينما كان خطاب أبوالفتوح جيدا لكنه يميل إلى المثقفين ولم يجذب الطبقات الدنيا.
أما عن مستقبل الأصوات التى حصل عليها صباحى فقال إنه من الصعب فى الوقت الحالى، توقع منحها لمرشحى الإعادة أحمد شفيق أو محمد مرسى، موضحا «الوضع السياسى يتشكل من جديد، وتوجد جماعات جديدة تنضم للسياسة كل يوم ولا يمكن للمحللين التنبوء الآن باختيارات هذه الفئات».
وبشأن اكتساح صباحى فى بعض المحافظات المعروفة بتصويتها للتيار الاسلامى، قال الشريف: «الإسكندرية وبورسعيد مناطق حضرية وهيمنة الإخوان فيها ليست نابعة من ولاءات دينية أو عقائدية، ولكن من قدرة الإخوان على إقناع الناخبين والتعبير عن رغباتهم، وهذا لم يتحقق فى الانتخابات الرئاسية».