تعيش وزارة الصحة حالة من الترقب والحدز بعد ظهور مرض الطاعون فى قرية «الطرشة» التابعة لمدينة طبرق القريبة من الحدود المصرية الليبية، وظهور مرض شلل الأطفال فى مناطق حدودية بين مصر والسودان. وقامت الوزارة بإرسال فرق طبية إلى الحدود مع ليبيا والسودان لاتخاذ الإجراءات الوقائية التى تحول دون دخول أى من المرضين إلى مصر. علما بأن مصر لم تعلن فيها أى إصابة بالطاعون منذ عام 1947.. وأعلنت وزارة الصحة خلو مصر من مرض شلل الأطفال فى عام 2006. وقال الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة إن «الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الصحة الليبى الدكتور محمد الحجازى الذى طمأنه على الموقف بالنسبة لاكتشاف حالات إصابة بمرض الطاعون، وأن الوزير الليبى أبلغه بأن عدد حالات الإصابة بالطاعون فى ليبيا بلغ 12حالة، توفيت حالة واحدة، وسبع حالات تم شفاؤها، ومازالت أربع حالات تحت العلاج». وأضاف شاهين فى تصريح خاص ل«الشروق» أن «الدكتور الجبلى عرض المساعدة على الوزير الليبى لكنه أكد أن الوضع تحت السيطرة». وعلى الصعيد الداخلى قال إن «وزارة الصحة بادرت بالاتصال مع القوات المسلحة (بحكم وجودها فى المنطقة) وأنها بدأت فعلا بالتعاون مع وزارة الصحة فى القيام بعمليات رش واسعة النطاق على الحدود المصرية الليبية». وأكد الدكتور شاهين أن الوزارة قامت بإرسال «لجنة من الطب الوقائى إلى مواقع متقدمة من الحدود مع ليبيا تعمل بجانب اللجنة التى تتابع إنفلونزا الخنازير، تحسبا لأى طارئ يحدث ومراقبة الموقف عن كثب». ومن جهته، قال الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة للشئون الوقائية إن منظمة الصحة أرسلت بعثة أول من أمس إلى ليبيا لعمل التقصى الوبائى للحالات المشتبه فى إصابتها بمرض الطاعون وأخذ عينات لفحصها بالمعامل المتعاونة مع المنظمة. وشدد على أن مصر لم يظهر بها إصابات بهذا المرض (الطاعون) منذ عام 1947 وأن الإجراءات المطبقة على منفذ السلوم تحول دون أية إصابات لدخول المرض، مشيرا إلى أنه بعد الاشتباه فى ظهور حالات فى ليبيا يتم متابعة الموقف مع الجانب الليبى للاطمئنان على الوضع هناك. وأضاف الدكتور السيد أن مرض الطاعون هو مرض يصيب الحيوانات وينتقل إلى الإنسان عن طريق القوارض والبراغيث ويتم سنويا تسجيل ما بين 1000 إلى 3000 إصابة بالمرض على مستوى العالم، لافتا إلى أن فترة حضانة المرض ما بين يوم إلى سبعة أيام ويتم فحصها بأخذ مسحة من الحلق أو عينة من السائل داخل الغدد الليمفاوية وفحصها. وأوضح أن المرض يمكن أن ينتقل من إنسان إلى إنسان إذا كان المصاب يعانى من الالتهاب الرئوى الناتج عن الإصابة بمرض الطاعون، وذلك عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء كحة المصاب كما تنتقل العدوى من خلال التلامس مع جلد المصاب فى حالة وجود جروح أو خدوش. وفيما يتعلق بمكافحة مرض شلل الأطفال الذى ظهر فى مدن وقرى سودانية قريبة من الحدود المصرية بدأ فريق طبى تابع لوزارة الصحة أمس بمحافظة البحر الأحمر، حملة تطعيم ضد المرض بقرى جنوب المحافظة والعابرين عبر منفذ «حدربه»، وذلك بعد ظهور عدة حالات للإصابة بهذا المرض فى المنطقة الحدودية بالسودان المتاخمة للحدود مع مصر. وقال الدكتور محمد رفاعى مدير إدارة الطب الوقائى بمحافظة البحر الأحمر إن عمل الفريق الطبى يأتى ضمن سلسلة الإجراءات الوقائية التى تتخذها المحافظة ضد هذا المرض الذى ظهر بالسودان، خاصة بعد إعلان خلو مصر من هذا المرض. وأوضح أن الفريق الطبى سيقوم بالحملة بالتنسيق مع الفريق الطبى المقيم بقرية حلايب لتطعيم أطفالها والقادمين من منفذ «حدربه» حتى 15 سنة، مشيرا إلى أن الفريق الطبى تم تزويده بالأمصال والأجهزة والسيارات المجهزة للدخول إلى الأماكن الجبلية الوعرة فى تجمعات البدو على الحدود المصرية السودانية.