بينما يعيش المعتمرون والحجاج حالة من الترقب وانتظار قرار حاسم من المؤسسة الدينية فى مصر حول أداء العمرة والحج، أكدت السعودية على لسان مفتيها تحريم السفر للبلدان الموبوءة بمرض إنفلونزا الخنازير (أى التى ظهرت بها إصابات). وأفتى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مصر، للمسلمين بالغرب بتأجيل العمرة وقصر الحج على السعوديين، أما الأزهر فينتظر خطابا رسميا من الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة، حيث أرسل الجبلى للمفتى طالبا الرأى الشرعى، ومن المرجح أن يحيل المفتى الأمر إلى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر لاتخاذ قرار. فأكد مفتى السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ فى فتوى نقلها موقع العربية نت أن النبى صلى الله عليه وسلم «أرشدنا إذا وقع الطاعون فى بلد ألا ندخله وإذا وقع ونحن فيه ألا نخرج منه»، مضيفا «إذا علمنا أن البلد موبوء بمرض إنفلونزا الخنازير يحرم علينا السفر له، لأننا بهذا نلقى بأيدينا إلى التهلكة».. ومن المعروف ظهور 13 إصابة فى السعودية حتى الآن، وتعتبر منظمة الصحة العالمية ظهور أى إصابات دلالة على أن البلد موبوء بالمرض. بينما أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية أن الدكتور على جمعة لن يصدر فتوى فى شأن العمرة أو الحج، لافتا إلى أن المفتى بمجرد أن يصل إليه خطاب من وزير الصحة المصرى عن الأوضاع الصحية الراهنة، سيحيل الأمر برمته إلى مجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ قرار بشأنه. ورغم أن دار الإفتاء لم يصلها حتى مثول الجريدة للطبع أى مكاتبات من وزير الصحة، فإن مصادر رجحت أن مجمع البحوث الإسلامية سوف يناقش قضية العمرة والحج، فى جلسته التى ستعقد آخر الشهر الحالى لحسم الجدل الدائر حولها. إلى ذلك تلقى الموقع الإلكترونى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أسئلة كثيرة من الجاليات المسلمة فى الغرب تستفسر عن العمرة والحج فى حالة انتشار الوباء، وقال الدكتور محمد الشحات الجندى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ورئيس اللجنة الفقهية المنوط بها الرد على هذه التساؤلات، فى تصريح خاص ل«الشروق» أن تأجيل العمرة هو الحل الأمثل فى ظل ما أعلنته منظمة الصحة العالمية عن وصول المرض إلى اعتبار المرض جائحة أو وباء. وقال إن العمرة سنة وليست فرضا، ولذلك يجوز تأجيلها هذا العام، لأن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، بينما رأى الجندى أن الحج فريضة يجب ألا تعطل، ولذلك فإن قصر الحج على السعوديين فقط، هو الحل الأمثل، وأشار إلى أن اللجنة الفقهية سوف تجتمع الأحد القادم بالمجلس، لاتخاذ القرار السابق وبثه على شبكة الانترنت ردا على تساؤلات المسلمين فى الغرب.