قال أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنه رغم كل الانتهاكات والممارسات العدوانية الإسرائيلية، إلا أن مدينة القدس ستظل عصية وأبية أمام جميع إجراءات التهويد الإسرائيلية المتواصلة لطمس تاريخها العربي والإسلامي. وأضاف أحمد قريع في بيان صحفي، اليوم الأحد، أن كافة الانتهاكات والإجراءات العنصرية لن تنال من عزيمة المقدسيين وصمودهم، ومن الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه، وبالقدس خاصة، مهما بلغ الظلم والعدوان.
وحذر قريع من أن مسيرات التهويد التي يقودها المستوطنون فيما يسمى ب"يوم القدس"، ما هي إلا خطوة في غاية الخطورة وتجسيد لسياسة احتلالية أفلست من كل شيء إلا من العنصرية والتطرف والعدوان، وهي تأتي بالتزامن مع المحاولات المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه بنحو 90 مستوطنًا، بينهم عضوا الكنيست أوري إرئيل ومخائيل بن أري، ضمن سلسة الاقتحامات للمسجد المبارك في محاولات لفرض أمر واقع في المسجد الأقصى، الذي هو ملك للمسلمين وحدهم.
وأضاف قريع، أن مسيرات التهويد والحقد التي تقودها زمرة من المستوطنين الحاقدين في مدينة القدسالمحتلة، بدعم ومساندة من جيش الاحتلال، ما هي إلا واحدة من سلسة الإجراءات التهويدية التي تعيشها المدينة يوميًا.
من ناحية أخرى، قال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: "إن على إسرائيل الاستجابة للمواقف الدولية المطالبة بوقف الاستيطان، وإنهاء الإجراءات التي تتخذها، وتهدف إلى تدمير حل الدولتين."
واستعرض شعث لدى استقباله هيوغو سواير وزير الدولة البريطاني، والمبعوث النرويجي لعملية السلام، كلا على حدة، الأوضاع السياسية في فلسطين والمنطقة العربية.
وأضاف شعث أن السياسات الإسرائيلية تشير إلى أن حكومة الاحتلال غير جادة في التوصل لحل عادل، قائم على أساس المرجعيات الدولية، إضافة إلى استمرارها في سرقة الأرض الفلسطينية، وتغيير الحقائق على الأرض، وتهويد القدس وحصار غزة.
وأكد شعث عزم القيادة الفلسطينية التوجه للأمم المتحدة، من أجل تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه ومقدساته، والاستمرار في نهج المقاومة الشعبية السلمية، مشددًا على ضرورة اتخاذ موقف دولي حاسم لإجبار إسرائيل على الاستجابة للمواقف المطالبة بوقف الاستيطان، وإنهاء إجراءات تدمير حل الدولتين.
وفي سياق متصل بدأ عصر اليوم الأحد، آلاف اليهود والمستوطنين المسيرة الأساسية في احتفالاتهم، بما يُسمى "يوم القدس"، الذي يصادف ذكرى احتلالهم للجانب الشرقي للقدس وضمها للجانب الغربي، وانقسمت المسيرة إلى قسمين؛ الأول سينطلق من شارع يافا إلى البلدة القديمة وصولا لباب الحديد ومن ثم باب العمود، مرورًا بمحيط بوابات المسجد الأقصى الخارجية والأحياء المقدسية.
أما القسم الثاني سيسير في الشوارع الرئيسة المحاذية لأسوار القدس، مرورًا بشارع السلطان سليمان ثم بابي الساهرة والأسباط، مرورًا بشارع الواد داخل القدس القديمة، قبل أن تصل إلى باحة البراق والتجمع في هذا المكان للاحتفال، وإقامة حلقات رقص، رافعين الأعلام الإسرائيلية، وردد المستوطنون عبارات استفزازية وتحريضية ضد الفلسطينيين.
وعززت قوات الاحتلال الإسرائيلي من تواجدها بالبلدة القديمة، والقرب من باحات المسجد الأقصى، بزعم عدم اقتحامها من قبل المتطرفين.