رحلت الفنانة الجزائرية وردة عن عالمنا، في تمام السادسة من مساء اليوم الخميس، بشقتها بمنطقة المنيل بالقاهرة، عن عمر يناهز الثالثة والسبعين عاما، إثر إصابتها بأزمة قلبية مفاجئة داهمتها بعد رحلة طويلة مع المرض.
ولدت وردة في فرنسا عام 1939، لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة "يموت"، واسمها الحقيق "وردة فتوكة".
بدت عليها حلاوة الصوت منذ سنوات الصبا الأولى، حين اكتشفها الفنان أحمد التيجاني، فقدمها في الإذاعة الفرنسية الموجهة للعرب في شمال إفريقيا وحققت نجاحا ملحوظا.
قدمت وردة بعدها في فرنسا أغاني الفنانين المعروفين في ذلك الوقت؛ مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعندما بلغت السابعة عشر سافرت مع والدتها إلى بيروت وغنت هناك، وقابلت حلمي رفلة، وحققت أغنيتها "ح أقولك حاجة" في عام 1960 نجاحا كبيرا، قبل أن تعود إلى بلادها بعد الاستقلال .
اعتزلت "وردة الغناء العربي" بعد زواجها من جمال قصيري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، لكن الرئيس الجزائري هواري بومدين، طلبها للغناء في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، ما أدى لانفصالها عن زوجها.
عادت إلى مصر بعد الطلاق، وبدأت الانطلاقة الثانية في مشوارها الفني، حيث تزوجت من بليغ حمدي، ولحن لها أشهر أغنياتها مثل "بلاش نفارق"، وعملت في السينما مرة أخرى مع حلمي رفلة وحسن الإمام.
كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية "أوقاتي بتحلو" في عام 1979م، والتي غنتها في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي، وكانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكن الموت حرمها من تنفيذ مشروعها، لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة.
تعاونت مع الملحن محمد عبد الوهاب، وقدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير "بتونس بيك"، كما شاركت في العديد من الأفلام منها "ألمظ وعبده الحامولي" مع عادل مأمون ومع رشدي أباظة "أميرة العرب" و"حكايتي مع الزمان"، وكذلك مع حسن يوسف في فيلم "صوت الحب" وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر.
يذكر أن آخر ما قدمته وردة أغنية "ما زلنا واقفين" بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وتم طرح آخر ألبوماتها "اللي ضاع من عمري" نهاية 2011 وحقق نجاحا كبيرا، وضم أغنيات "وعد" و"يا واحشني" و"اللي كان" و"عدت سنة" و"اللي ضاع من عمري" و"أمل".
وكانت وردة الجزائرية قد أجرت قبل عامين عملية تجميل بعد موافقة الأطباء الذين أجروا لها جراحة خطيرة قبل عشرة أعوام، حينما زرعت فص كبد تبرع به أحد المواطنين.
وتكريما لرحلتها الفنية الطويلة، أمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بإرسال طائرة خاصة لنقل جثمانها للعاصمة الجزائرية، ليواري جثمها الثرى في بلادها الأم.