قلل أمين عام منظمة دول التعاون الإسلامى، أكمل الدين إحسان أوغلو، من المخاوف التى يرددها البعض من استيلاء الإسلاميين على الحكم فى دول الربيع العربى، مؤكدا أن الشعوب التى قامت بالثورات وأمنت بمبادئ التحول الديمقراطى السليم، وسط نظام دستورى واضح المعالم لن تخشى من نتائج الانتخابات إذا ما تمت بشفافية. وشدد أوغلو فى تصريحات ل «الشروق»، على أن ما حدث فى مصر وتونس وليبيا لا يعتبر ربيعا، لكنه خريفا على الطغاة والأنظمة الاستبدادية فنحن لم نصل بعد إلى الربيع الذى أصبح الهدف المأمول لجنى الثمار، فسيستمر طويلا، وسيأتى بعده الشتاء الطويل، لأن الربيع لن يأتى بهذه السهولة والسرعة بعد اسقاط رأس الأنظمة الديكتاتورية. ورغم إقبال مصر على مرحلة اختيار الرئيس عن طريق الانتخابات فإن أوغلو أكد أن «هذه الخطوة قد تكون بداية، لكنها لا تعنى الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية»، مشيرا إلى أن «الديمقراطية لم تحدث فى الدول التى تتمتع بها فى عام أو اثنين، لكنها ستأخذ وقتها».
وأضاف أوغلو أن منظمة التعاون الإسلامى ستعمل على دعوة جميع الدول إلى الحوار من أجل إنجاح مراحل التحول الديمقراطى على أساس الشفافية وسياسات النفس الطويل ضد من يحاولون الرجوع إلى الوراء، والتأكيد على الوجود السلمى بين مختلف المدارس السياسية، وترك المشاعر التى تصنف الأطراف كغالب أو مغلوب، وسيتم ذلك بدعوة جميع الأطراف السياسية إلى احترام قواعد العمل الديمقراطى، والذى ينطلق من مبدأ التداول السلمى للسلطة.
وأضاف أوغلو أن منظمة التعاون الإسلامى تدعم التحول الديمقراطى فى الدول الأعضاء، ولم يبدأ هذا الدور مع الثورات العربية فقط، لكنه دور تاريخى منذ نشأة المنظمة، مؤكدا أن هذا التحول لم يبدأ فقط فى العالم العربى لكنه بدأ فى العالم الإسلامى فى 2010 فى كردستان ثم فى تونس وما تبعها بعد ذلك فى الدول العربية.
وتابع أوغلو أن المنظمة اتخذت موقفا متقدما من أحداث الثورة بداية من تونس حتى باقى الثورات العربية، وهو ما لم تنتهجه عدد من المنظمات الدولية، مشيرا إلى أن أول بيان صدر لدعم المظاهرات فى بنى غازى كان فى 21 فبراير من العام الماضى أى بعد اندلاع المظاهرات بيومين، وهو ما تقدره الحكومة والشعب الليبى. وأكد أوغلو أن منظمة دول التعاون الإسلامى أصبحت الآن فى وضع متقدم بين المنظمات الدولية، ليس لأنها ثانى أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأممالمتحدة، لكنها دخلت أيضا منذ عام 2005 فى مرحلة التطوير الجذرى، وإصدار وثيقتين أساسيتين ترسى معانى الديمقراطى من الشفافية وحقوق الإنسان والتحول الديمقراطى ومكافحة الفساد، وهى وثيقة مكة 2005 وميثاق قمة دكار 2008.
وتعد منظمة التعاون الإسلامى المنشأة فى 1969 ثانى أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأممالمتحدة وتضم فى عضويتها 57 دولة فى أربع قارات، وتعتبر الصوت الجماعى للعالم الإسلامى للتعبير عن مصالحه والتعبير عنها تعزيزا للسلم والتناغم الدولى.