قامت قوات الأمن الروسية، اليوم الأربعاء، بفض احتجاج مناهض للرئيس فلاديمير بوتين، وأجبرت العشرات على مغادرة ساحة بوسط موسكو اعتصموا فيها على مدار الساعة منذ ما يقرب من أسبوع، كما احتجزت 15 شخصا على الأقل. وتأتي هذه الخطوة في إطار حملة حكومية على المحتجين المعارضين لعودة بوتين إلى الرئاسة في السابع من مايو لولاية مدتها ست سنوات، بعد أن أمضى أربع سنوات رئيسا للوزراء، ومن قبلها ثماني سنوات كرئيس للبلاد.
ميدانيا، تجمع أفراد الشرطة في ساحة تشيستي برودي حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا، وأمروا حوالي 50 شخصا قضوا الليل في الساحة بمغادرة المكان، تنفيذا لأمر محكمة صدر أمس الثلاثاء بإخلاء المنطقة، وقال شهود: إن الشرطة حركت المحتجين سريعا باتجاه محطة قريبة لمترو الأنفاق واعتقلت شخصا واحدا في الساحة، وبعدها اعتقلت 14 آخرين على الأقل قرب المحطة.
من جانبها، قالت أليسا أوبرازتسوفا وهي محتجة في العشرينات من عمرها: "كان الناس مستعدين لجمع أشيائهم والمغادرة، لكنهم لم يمهلونا وبدؤوا في دفع الناس للخارج"، وبعد إخلاء الساحة الصغيرة بدت وقد تناثرت فيها صناديق الورق المقوى وفرش النوم والمقاعد البلاستيكية ومتعلقات أخرى، وبدأ الاعتصام بالساحة في التاسع من مايو، وتراوح عدد المشاركين فيه من بضع عشرات في بعض الأحيان إلى ما يصل إلى 2000 شخص أحيانا أخرى.
وكانت محكمة في موسكو قد أصدرت، أمس الثلاثاء، بعد نظر شكوى تقدم بها ثلاثة من سكان المنطقة، أمرا بأن تتخذ الشرطة الإجراءات اللازمة لإنهاء الاعتصام ووقف انتهاك النظام المدني، واتهم زعماء الاحتجاج الشرطة بأنها وراء هذه الشكوى، وأثار بوتين الذي تولى رئاسة البلاد من عام 2000 إلى عام 2008، ثم رئاسة الوزراء إلى أن عاد إلى الرئاسة من جديد غضب بعض الروس الذين يحلمون بالتغيير ويخشون ان يؤدي بقاؤه في الحكم لركود سياسي واقتصادي.
يذكر أنه قبل يوم واحد من تنصيب بوتين اشتبكت الشرطة مع متظاهرين، وضربت البعض على الرأس بهراوات في أسوأ أحداث عنف منذ بدأت موجة احتجاجات بسبب شكوك في تزوير انتخابات برلمانية جرت في ديسمبر، وفاز فيها حزب بوتين، واحتجزت شرطة مكافحة الشغب اكثر من 400 شخص في احتجاج يوم السادس من مايو كما احتجزت مئات آخرين يوم التنصيب حين اخلت الشوارع القريبة من مسار موكب بوتين