اتهم العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، الإعلام الأجنبي أمس الأربعاء، بتضخيم الاضطرابات والتحريض على العنف في البحرين بعد أن استضافت البلاد سباق سيارات الجائزة الكبرى فورمولا 1 الشهر الماضي، الذي تحول إلى صداع إعلامي.
وشهدت البحرين الحليفة للولايات المتحدة، اضطرابات منذ بدأ نشطاء في فبراير 2011 احتجاجات بعد نجاح الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس. وحاولت السلطات سحق الانتفاضة المطالبة بإصلاحات ديمقراطية مستخدمة الأحكام العرفية، ومستعينة بقوات سعودية، لكن بعد مرور أكثر من عام ما زالت الاضطرابات مستمرة.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في مواجهة عشرات حاولوا الاحتجاج في المنامة أمس الأول الثلاثاء. وقال نشطاء إن قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش استخدمت ضد المحتجين في حي الجداف على أطراف العاصمة أمس الأربعاء، خلال مظاهرة تطالب بالإفراج عن المعارض المضرب عن الطعام عبد الهادي الخواجة.
ولقيت السلطات البحرينية انتقادات من جماعات مدافعة عن حرية الإعلام عندما منعت بعض الصحفيين من دخول البلاد قبل سباقات فورمولا 1 الذي أجري بين يومي 20 و22 من أبريل، وقال منتقدون إن البحرين استغلت السباق كعرض غير مناسب لإظهار أن البلاد في حالة استقرار.
وقال الملك في خطاب نقلته وكالة البحرين للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، يوم الخميس، "كان جليًا تعرض مملكة البحرين لحملات إعلامية موجهة وظالمة في بعض وسائل الإعلام الأجنبية، تضمنت تشويهًا للحقائق وتحريضًا على العنف والتخريب والكراهية والعداوة بين أبناء الوطن الواحد.. نتيجة لانحيازها إلى آراء مغلوطة، ومصادر بعينها تفتقر للدقة والمصداقية وتهميش باقي آراء المجتمع البحريني".
ولم يقدم الملك أي تفاصيل بشأن وسائل الإعلام التي يقصدها بكلامه، لكنه قال إن البحرين ستضمن حرية الرأي.
ولم يحصل البحرين على نفس القدر من الاهتمام في وسائل الإعلام العربية المملوكة لخليجيين كما حظيت الانتفاضات الشعبية في دول أخرى، لكن قناة الجزيرة القطرية صعدت من وتيرة تغطيتها لاضطرابات البحرين في الأسابيع الأخيرة.
وقال الملك حمد: "لم ولن نقبل في عهدنا أن يتعرض صحافي للإهانة أو الاعتقال أو الحبس بسبب ممارسة حقه القانوني والدستوري في التعبير عن الرأي، وستبقى جميع المنابر الإعلامية كما كانت مفتوحة أمام الجميع تقديرًا لدورها البارز في التوعية والرقابة والمساءلة، وحفاظًا على التنوع الفكري والثقافي في المجتمع وحق النقد والاختلاف".
وفي رد على انتقادات بشأن السياسة الإعلامية البحرينية فيما يتعلق بسباق الجائزة الكبرى، قالت الحكومة إنها لا تحاول منع أي تغطية صحفية، وأنها سمحت لأكثر من 200 صحفي بتغطية السباق. وقالت إنها ستسمح لكل الصحفيين غير الرياضيين بدخول البحرين بعد السباق.
وقال روبرت ماهوني- نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، "إذا كانت البحرين تعتقد أنها ضحية لتغطية مشوهة في الخارج، فهناك حل سهل السماح للصحفيين الأجانب بدخول البلاد والتغطية بحرية".
وأضاف قوله ل(رويترز)، "لقد تحمل الصحفيون المستقلون والمعارضون في البلاد أسوأ الظروف منذ اعتلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة العرش عام 1999".
وتنظم أحزاب المعارضة الاحتجاجات بشكل أسبوعي، وتشتبك قوات مكافحة الشغب كل ليلة تقريبًا مع محتجين في قرى تقطنها غالبية شيعية تطالب بإصلاحات من شأنها أن تخفف من السلطات المطلقة لأسرة آل خليفة.
وتقول هذه الأسرة السنية، إنها بدأت في الإصلاحات في الشرطة والقضاء والإعلام بعد تقرير قدمه محققون حقوقيون ينتقدون الحملة الأمنية العنيفة التي شنتها السلطات على المحتجين العام الماضي، وأشار إلى استخدام واسع للتعذيب.