يكتب القصصي العماني نمير بن سالم آل سعيد في مجموعته "مقدر أن يكون" عن الإنسان العادي المظلوم الذي ينتظر إنصافا وعدالة تعطيانه بعض ما يعتقد أنها حقوق له لكن انتظاره يطول ولا نتيجة غالبا. ويتناول الكاتب طبقات مختلفة من الناس الذين لا يقتصر وجودهم على بلاده سلطنة عمان، بل نجدهم في كل مكان خاصة في عالمنا العربي. جاءت المجموعة في 99 صفحة من القطع المتوسط وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. واشتملت المجموعة على 18 قصة.
حمل غلاف الكتاب كلاما للناشر جاء فيه أن هذه المجموعة وهي الرابعة "للكاتب سمو السيد نمير بن سالم آل سعيد" تتفاعل "مع الانسان البسيط العادي فتنحاز له وتعبر عنه وتوثق جوانب من حياته وتسجل مشكلاته وترصد آلامه وأحزانه وسعادته وأفراحه وطموحاته وآماله وتناقضاته الحياتية المختلفة وظروفه الانسانية الصعبة فتثير الاسئلة بحثا عن اجابات سعيا للوصول الى حلول. وتلامس هذه المجموعة القصصية المشاعر والأحاسيس الانسانية الراقية وتشد القارىء الى المتابعة لكافة الموضوعات والاحداث والتي تطرحها بأسلوب شيق وجميل".
في القصة الأولى "لأجله أقول" يقدم الكاتب وجهة نظر معينة في أهمية الثقافة واكتساب اسم أدبي إذ يتحول الأمر الى وسيلة تجعل الانسان معروفا.
يقول البطل في وصف نفسه "إنني إنسان بسيط. موظف في شركة كبيرة مجتهد ومخلص في العمل وأشعر بأن لدي قدرات ادارية ووظيفية لم تستفد منها الشركة و لهذا أنا معطل عن أداء دوري في التنمية والتطوير".
ويضيف "قلت اخرج للمدير العام من خلال الصحف فيراني كاتبا مثقفا فيعرفني ويقدرني. اختصر المسافات لسنوات من القراءة والكتابة وأنال احترام المدير العام حيث يرى اسمي في الصحف والمجلات مقدما نفسي كأحد المثقفين البارزين في البلاد وصاحب رأي وقلم".
وتنتهي الامور بطيبة و"على البركة" ويقول البطل "اما المدير العام الذي كنت اسعى ليعرفني فهو يعرفني حق المعرفة الان، بل دائما يستدعيني لاستشارتي في امور الشركة. أشكره لأنه هو من كان السبب بدخولي مجال الكتابة دون قصد منه وأنا مرشح الان منه لمنصب مهم".
في "رسالة الى الوالي" نجد زهران وقد سدت عليه الطرق للوصول الى المسؤولين بعد أن تقدم في العمر وهو "خالي الوفاض من أي مكاسب يأتي بها التقدم في العمر".
ويقول زهران "تم تجاوزي في الترقية عدة مرات لأنه في كل مرة حين تحين الترقيات فإن أحد المسؤولين يرشح احد اقاربه او اصدقائه بالمحاباة والواسطة فيأتون على رؤوسنا فيتقدم هو وأتجمد أنا".
وظن زهران أن الوالي ربما كان لا يعرف بهذه الأمور، فقرر أن يذهب اليه ويخبره عن ظروفه الصعبة. إلا أنه لم يتمكن من الوصول اليه ، وأخيرا وكمن يخاطب الريح "ذهب زهران الى الشارع حاملا رسالته، حيث لا حاجب يقف سدا منيعا أمامه. لعل الوالي يمر من هناك".
معظم القصص واقعي من الحياة العادية ومكتوب بلغتها باستثناء عدد قليل منها وبشكل خاص قصتي "الباب" و"زيارة" ففيهما يلعب الخيال لعبة تكاد تشبه السريالية.
في زيارة للبطل إلى أحد المعارض التشكيلية في إحدى الدول العربية يستوقفه عمل هو كناية عن باب اثري مغلق. وسيطرت اللوحة عليه "استوقفتني اللوحة أحدق فيها وكأنه زمن وعندما اردت مغادرة المكان أدرت رأسي أبحث عن أحد المنافذ فاختفت جميع الأبواب والنوافذ واللوحات والصور في الصالة بقدرة قادر".