شنت حركة طالبان افغانستان مع "بداية موسم القتال" الربيعي ست هجمات انتحارية متزامنة اليوم الأحد في انحاء مختلفة من البلاد ثلاثة منها في كابول استهدفت خصوصا البرلمان وحي السفارات. وغالبا ما ينعم مقاتلو طالبان بنوع من الاستراحة خلال فصل الشتاء الافغاني الشديد البرودة لكنهم يشنون الهجمات مع حلول الربيع ويبداون "موسم القتال" مع تكثيف الهجمات في مختلف انحاء البلاد كما حدث خلال السنوات الاخيرة. ولم تؤد هذه الهجمات إلى سقوط قتلى بل بعض الجرحى بحسب كل المعلومات الاولية حتى بعد ظهر اليوم الأحد، في حين أعلنت الحكومة مقتل انتحاريين اثنين على الاقل في كابول. وأفاد أحد مسؤولي الاستخبارات ان احدى الهجمات استهدفت محمد كريم خليلي احد نائبي الرئيس الافغاني حميد كرزاي.
وقال لطف الله مشعل المتحدث باسم هيئة الامن القومي انه تم القبض على افراد المجموعة المكلفة مهاجمة منزل خليلي قبل ان يبلغوا هدفهم. واضاف مشعل لوكالة فرانس برس انه "تم القبض على انتحاريين اثنين ومسلح ثالث كانوا يعتزمون مهاجمة منزل خليلي". وقال انهم "كانوا مزودين بسترات ناسفة ومسدسات وغيرها من المتفجرات".
وكانت اصوات اطلاق النار والانفجارات لا تزال مسموعة في العاصمة لكنها اصبحت متقطعة بعد ان كانت مكثفة قبل الظهر. وبدات الهجمات قرابة الساعة 14,00 بانفجارات واطلاق نار من اسلحة اوتوماتيكية في الحي الدبلوماسي حيث توجد السفارة الاميركية بشكل خاص.
وفي الوقت نفسه، كان انتحاريون يرتدون سترات ناسفة يحاولون اقتحام البرلمان الا ان قوات الامن تمكنت من صدهم، بحسب الشرطة. وانسحب المهاجمون الى مبنى محاذ صمدوا داخله. وفي حي اخر، استولى انتحاريون على مبنى ملاصق لمبنى فندق "كابول ستار" الذي اعيد ترميمه والذي يبعد 100 متر عن المدخل المحصن لمجموعة من السفارات من بينها السفارة الفرنسية ولاحدى قواعد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف).
واستخدم المهاجمون اسلحة اوتوماتيكية وقاذفات صواريخ. وتعرضت ساحة السفارة الالمانية لاضرار الا ان ايا من الطاقم العامل لم يصب باذى، حسبما اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية في برلين. وفي السفارة الفرنسية، اختبا الطاقم في الملاجئ المحصنة للسفارة وخرج منها بعيد الظهر بعد عودة الهدوء.
وافاد مصدر من وزارة الخارجية البريطانية، ان كل افراد طاقم السفارة البريطانية في "امان وبصحة جيدة". واطلقت السفارة الاميركية صفارات الانذار بمجرد سماع اولى الطلقات النارية ووضعت كل العاملين فيها في "امان" في الملجأ واغلقت مبنى السفارة باحكام.
وفي الوقت نفسه، هاجم انتحاريون مبان حكومية وتابعة للشرطة بالاضافة الى قاعدة اميركية في اقليم لوغار (جنوبكابول)، بحسب الشرطة المحلية التي لم تعلن عن حصيلة. وبعدها بدقائق، اصيب العديد من الاشخاص بجروح عندما قام انتحاريان بتفجير نفسيهما عند مدخل مطار جلال اباد (شرق) الذي يضم قاعدة مهمة لايساف.
وافاد الجنرال جهانغير عظيمي قائد شرطة مطار جلال اباد ان انتحاريين اثنين اخرين اصيبا بجروح وتم اعتقالهما. واخيرا في قرديز (شرق)، هاجم العديد من عناصر طالبان المزودين بسترات ناسفة مركز تدريب تابع للشرطة مما ادى الى اصابة اربعة مدنيين على الاقل بجروح، بحسب المتحدث باسم حكومة اقليم باكتيا روح الله سمون. من جهته، صرح ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "حكومة كابول وقوات الغزاة قالت قبل حين ان مقاتلي طالبان لا يستطيعون شن هجوم في الربيع لكن هجمات اليوم تشكل بداية موسم القتال الربيعي".
وقبل ذلك تبنى المتحدث في رسالة الكترونية قصيرة ثلاثة هجمات منسقة استهدفت كابول ظهرا مؤكدا ان "عدة استشهاديين" ساهموا فيها وانها استهدفت خصوصا مقر البرلمان وحي السفارات. وتبنى مجاهد ايضا خلال الاتصال الهاتفي ثلاثة هجمات اخرى واعتداءات انتحارية في لوغار قرب كابول وجلال اباد وقرديز في الشرق.
وكثف الناشطون في السنوات الاخيرة هجماتهم التي ازدادت جراة في قلب كابول على الرغم من التحصينات والاجراءات الامنية في العاصمة. ويرى الخبراء ان هذه الهجمات دليل على امتداد نشاط حركة طالبان الى كل الاراضي بعد ان اطاح بها غزو غربي بقيادة الولايات المتدة في العام 2001. وفي سبتمبر الماضي، بدا مقاتلو طالبان بشن هجمات منسقة في العاصمة فاستهدفوا خصوصا السفارة الاميركية وقاعدة عسكرية للحلف الاطلسي واسفرت تلك المعارك التي استمرت 19 ساعة عن سقوط 14 قتيلا.
ويبلغ عديد قوات الحلف الاطلسي حاليا 130 الف جندي غالبيتهم من الاميركيين، الا ان الحلف والولاياتالمتحدة باشرا عملية سحب قواتهما القتالية التي من المفترض ان تنتهي بحلول نهاية 2014، ازاء اعتراض متزايد من الراي العام على ابقاء القوات في افغانستان.