حذرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية من ان التاريخ يشير إلى "استفزازات اضافية" من جانب كوريا الشمالية بعد ان تجري تجربتها المتوقعة لاطلاق صاروخ الاسبوع القادم. وفي خطاب واسع النطاق عن السياسة الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادي دعت كلينتون أمس الثلاثاء الصين أيضا الى بذل مزيد من الجهود الامنية الاقليمية والتعامل مع مشكلة السرقة الالكترونية للملكية الفكرية. وتنتهك كوريا الشمالية بتجربتها المتوقعة لاطلاق صاروخ بعيد المدى العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة على بيونجيانج لمنعها من تطوير صاروخ قادر على حمل رأس نووي. وقالت كلينتون ان قرار كوريا الشمالية اطلاق صاروخ يحمل ما تصفه بيونجيانج بقمر صناعي للارصاد الجوية بينما يعتبره آخرون تجربة لاطلاق صاروخ متطور "أثار شكوكا حول جدية بيونجيانج في رغبتها في تحسين علاقتها معنا ومع جيرانها."
وأضافت كلينتون في كلمتها في الاكاديمية البحرية الامريكية في انابوليس بماريلاند "تجربة الاطلاق هذه ستعزز الرأي القائل بان قادة كوريا الشمالية يرون في تحسن العلاقات مع العالم الخارجي تهديدا لنظامهم. والتاريخ الحديث يشير بقوة الى ان استفزازات اضافية قد تتبع ذلك."
واستبعدت كلينتون الحديث عن حرب باردة جديدة في آسيا بين الولاياتالمتحدة والصين قائلة ان الدولتين ومنذ السبعينيات "تحولتا من دولتين لا تربطهما اي علاقات تذكر الى (دولتين) تعتمدان على بعضهما البعض بدرجة كبيرة وبشكل لا مفر منه."
وفي هذا السياق قالت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء إنها تقوم الآن بحقن الوقود في صاروخ طويل المدى استعدادا لإطلاقه لوضع قمر صناعي في الفضاء. ومن المتوقع أن تحدث عملية الاطلاق في الفترة بين الخميس والاثنين.
واتخذت بعض جيران كوريا الشمالية مثل الفلبين إجراءات احترازية بتحويل مسارات حركة الطيران. وقالت اليابان انها ستسقط الصاروخ إذا عبر مجالها الجوي.
وإطلاق الصاروخ اونها-3 الذي تقول كوريا الشمالية انه مخصص فقط لوضع قمر صناعي للارصاد الجوية في الفضاء سيشكل خرقا لقرارات الاممالمتحدة المفروضة لمنع بيونجيانج من تطوير صاروخ يمكنه أن يحمل رأسا نوويا. وسيتزامن مع ذكرى مرور 100 عام على ميلاد كيم إيل سونغ مؤسس كوريا الشمالية الذي يحكم حفيده كيم جونج اون البلاد الان. وتوفي كيم إيل سونغ في 1994 .
وقال بايك تشانج هو رئيس مركز مراقبة الاقمار الصناعية التابع للجنة الكورية لتكنولوجيا الفضاء قائلا لمجموعة من الصحفيين الأجانب "أعتقد أن عملية حقن الوقود ستكتمل في موعد مناسب." ولم يشأ ان يذكر موعدا محددا. ومضى قائلا "فيما يتعلق بالموعد المحدد للاطلاق فإن رؤسائي هم الذين سيقررونه." ويقول الغرب وقوى إقليمية إن عملية الاطلاق هي تجربة مستترة لصاروخ طويل المدى.
وحذرت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية من انها ستزيد عزلتها إذا مضت قدما في اطلاق الصاروخ. ولا يزال البلدان في حالة حرب من الناحية النظرية لأن الحرب الكورية التي استمرت من 1950 إلي 1953 انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام.
وقالت مصادر أمنية في سول مستشهدة بصور للأقمار الصناعية إن كوريا الشمالية تجهز ابيضا لتجربة نووية ثالثة في أعقاب إطلاق الصاروخ على غرار ما فعلته في 2009 وهي خطوة في حكم المؤكد ان تقابل بمزيد من الادانات من الغرب.