أظهرت دراسة شملت ألالاف من سكان شنغهاي أن الاصابة بمرض البول السكري من النوع الثاني الاكثر شيوعا تتزايد بشكل حاد في الصين اذ ارتفعت بنسبة 30 بالمئة في سبع سنوات فقط. وقال الباحثون إن الدراسة التي نشرت في دورية العناية بالسكري (Diabetes Care) تظهر أن لعنة الثراء يبدو أنها تؤثر على الصين كما فعلت بالعديد من البلدان النامية الاخرى ويزداد هذا التأثير بسرعة كبيرة للغاية.
وكتب الباحث روي لي الذي أشرف على البحث من مركز بلدية شنغهاي لمكافحة الأمراض والوقاية منها "خلافا للأنتقال التدريجي في معظم البلدان الغربية فقد حدثت هذه التغيرات في الصين على مدى فترة زمنية قصيرة جدا."
ومرضى البول السكري من النوع الثاني يعانون صعوبة في معالجة السكر في الدم لكن ذلك لا يتطلب عادة الأنسولين للسيطرة على هذه الحالة. وعندما تصبح البلدان أكثر ثراء تصبح عوامل نمط الحياة المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني - مثل زيادة الوزن والنظم الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني - أكثر شيوعا.
وأجرى فريق البحث مقابلات مع أكثر من 12 الف شخص في عامي 2002 و 2003 وسأل اذا ما كان قد تم تشخيص أصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني. وفحصوا أيضا اشخاصا لم يتم تشخيص اصابتهم بمرض السكري من قبل.
وفي ذلك الوقت وجدوا أن 9.7 بالمئة من الناس يعانون مرض البول السكري وفي عام 2009 فحصوا حوالي 7400 شخص مرة أخرى ووجدوا أن 12.6 في المئة يعانون المرض... وكان الأرتفاع أكبر بين سكان المناطق الريفية الذين شملتهم الدراسة إذ زادت من 6.1 بالمئة الى 9.8 بالمئة أي بزيادة قدرها 60 بالمئة.
وقال جيفري كوبلان نائب رئيس جامعة ايموري للصحة العالمية وهو لم يشارك في الدراسة "هذه زيادة ملحوظة في سبع سنوات."
وكتب الباحثون أن معدل انتشار مرض السكري أعلى بين الرجال وسكان المناطق الحضرية في الدراستين لكن الزيادة بين سكان المناطق الريفية كانت أكثر وبدت اسرع في "الشباب الاصغر سنا."
ولم تتطرق الدراسة لتحديد الأسباب التي أدت الى زيادة الإ‘صابة بمرض السكري وقال كوبلان أنه قد يتكهن فقط بالسبب رغم التوثيق الجيد لمسألة أن الناس يزدادون ثراء ووزنا في الصين... فضلا عن ذلك تحتوي الوجبات الغذائية على المزيد من الدهون غير المشبعة.
وأضاف أن الناس أصبحوا أيضا أكثر اعتمادا على السيارات وأقل ميلا الى المشي أو ركوب الدراجة...وقال كوبلان "كل هذه العوامل ساهمت في زيادة انتشار مرض السكري من النوع الثاني