بالرغم من أن الأيام الثلاثة الأولى من صرف «الحوالات الصفراء» شهدت زحاما شديدا وتكدس مئات المواطنين، الأمر الذى وصل إلى حد حدوث 3 حالات إغماء أمس الأول، إلا أن المشهد كان أكثر سخونة أمس أمام بنك الرافدين بالدقى المختص بتصحيح ومطابقة بيانات الحوالات مع البيانات الموجودة لدى البنوك، لأن البنوك الأربعة المختصة بصرف الحوالات (الأهلى ومصر والإسكندرية والعربى الأفريقى) تقوم بتحويل المئات من أصحاب الحوالات يوميا لبنك الرافدين نتيجة الأخطاء المتزايدة فى قاعدة بيانات الحوالات لدى البنوك، نظرا لأن بنك الرافدين لديه نسخ أصلية من حوالات المصريين من العراق، مما أدى للتكدس الشديد أمام البنك، مع ظهور مزيد من الأخطاء. عدد من أصحاب الحوالات، الذين تحدثت إليهم «الشروق» أمس، أشاروا إلى وجود أخطاء كبيرة فى البيانات وأرجعوا ذلك إلى أخطاء مدخلى البيانات واهتراء الحوالات الصفراء مما نتج عنه اختلاف فى الأسماء وأرقام الحوالات وقيمتها، بالإضافة إلى أن بعض أصحاب الحوالات لم يتم وضع أسمائهم على موقع البنك المركزى، وبحسب بعض المواطنين فإن موظفى البنوك الأربعة يتعسفون فى قبول الحوالات رغم تطابقها مع البيانات الموجودة لديهم.
«الأخطاء كثيرة جدا ولا يوجد غير مكان واحد للتصحيح هو بنك الرافدين بالدقى، وهو لا يستوعب هذه الأعداد الكبيرة خاصة أن البنك يقوم بتصحيح الحوالات لمدة ساعتين فقط يوميا، وهناك مواطنون يأتون للبنك لأكثر من يوم دون فائدة، بالإضافة إلا أنه لا يوجد تواصل بين بنك الرافدين والبنوك المصرية لتحديد مواعيد تصحيح الحوالات»، يقول محمد عبدالوهاب، صاحب حوالة.
واقترح بعض أصحاب الحوالات أن يوجد بمقار البنوك المختصة بالصرف موظف من بنك الرافدين يقوم بالتصحيح أو أن يُسلم بنك الرافدين للبنوك الأخرى نسخا من البيانات الاصلية للحوالات، بالإضافة لضرورة وضع جداول لتصحيح الحوالات مثل جداول صرف الحوالات حتى لا يتكدسوا فى طوابير التصحيح بشكل يومى.
وأبدى المواطنون استغرابهم من آلية صرف الحوالات، فما الداعى لأن يقوموا بتقديم الحوالة إلى بنك، وفى حالة اختلاف البيانات يذهبون إلى بنك آخر، وبعد التصحيح يعودون للبنك الأول للتسلم.
كانت الحكومة المصرية قد نجحت فى الاتفاق مع نظيرتها العراقية على صرف مستحقات جميع العاملين المصريين بالعراق عن الفترة من أول مايو 1989 حتى 30 يونيو 1990 بدءا من الأحد الماضى.
ويتطلب صرف الحوالة بحسب التنسيق الذى تم بين الأطراف الثلاثة وزارة القوة العاملة والمركزى وبنوك الأربعة «الأهلى المصرى»، و«مصر»، و«الاسكندرية»، و«العربى الأفريقى الدولى» أصل الحوالة الصفراء أو جواز السفر المثبت به التحويل، وفى حالة الوفاة يتم إثبات استحقاق هذه الأموال عن طريق إعلام الوراثة. على أن تكون البيانات الخاصة بموقع المركزى والقوة العاملة هى المرجع فى حالة عدم التيقين من بيانات الصرف الحوالة.