«رسمة تواجهك بالمحاكمات العسكرية، وأخرى تذكرك بأن الثورة مستمرة، والثالثة بأن الشعب لايزال يريد محاكمة الرئيس المخلوع، والرابعة ترفض حكم العسكر، والخامسة تصفعك على وجهك وتذكرك بحق الشهداء». برؤية واضحة وعينين يملؤهما الاصرار، يبرر محمد حسن الذى يعمل محاسبا فى مكتب خاص، اندفاعه الثورى والنفسى تجاه فن الجرافيتى، «مهما يدهنوا الحيطان هنرجع نرسمها تانى».
«الثورة أولا»، «ارفع رأسك فوق إنت مصرى»، «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا»، «ابدأ بنفسك»، وأخيرا «يسقط يسقط حكم العسكر»، كتبها محمد وأصدقاؤه على الجدران منذ بداية الثورة، «دى مش شخبطة، بنشوه بيها الشوارع، كل كلمة بنكتبها وبنرسمها، بنحاول نعبر بيها عن اللى جوانا».
البداية كانت صعبة كما يقول محمد، ويتذكر «فى الأول علشان مكنش ليا فى الرسم على الحائط، كنت باجيب الكرتون وافرغه وأرش بالأسبراى على الحيطة، لكن بعد فترة بدأت اعرف أرسم»، ويدين لزميله أحمد الذى عرفه على ذلك الفن «بحثت عن الرسومات اللى بتترسم برا مصر على الانترنت وبدأت اقلدها».
على جدران المتحف المصرى بدت الألوان باهتة، رسوم الجرافيتى مع دهانات الجيش شوهت الحائط كما يراه محمد، «آثار الجرافيتى ممسوحة، هما اللى شوهوا الشوارع مش احنا، مسحوا الرسوم بطلاء أصفر فاقع يتناقض تماما مع اللون الأصلى لجدار المتحف، وبانت الرسوم فى الخلفية وحشة ومفزعة».
الصورة المشوهة التى ظهرت على جدران المتحف تشبه فى ذهن محمد صورة حكومة الثورة «لا منهم شالوا الجرافيتى، ولا سابوه جميل، زى الحكومة، لا بتدعم الثورة ولا بتسيبها تستمر».