حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية- هيلاري كلينتون، أمس الأحد، من أن قيام الولاياتالمتحدة بتسليح المعارضة السورية يمكن أن يؤدي إلى دعم تنظيم القاعدة وحركة حماس بطريقة غير مباشرة.
وكان كبار قادة القاعدة وحماس، اللتين تعتبرهما واشنطن منظمتين إرهابيتين، أعربوا عن دعمهم للمسلحين السوريين الذي يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعرب مسؤولون أمريكيون أيضًا عن دعمهم للساعين للإطاحة بنظام الأسد، كما قال عدد من كبار المشرعين الأمريكيين من بينهم السناتور جون ماكين، الذي أكد أن الوقت قد حان للتفكير في تسليح جماعات المعارضة السورية. إلا أن كلينتون أبدت فتورًا حيال ذلك.
وقالت في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" أثناء زيارتها المغرب، "نحن لا نعلم في الحقيقة من هي الجهة التي نسلحها"، مشيرة إلى أن زعيم تنظيم القاعدة- أيمن الظواهري أعرب عن دعمه للمسلحين السوريين. وتساءلت "هل نحن ندعم القاعدة في سوريا؟ .. حماس تدعم المعارضة الآن. هل نحن ندعم حماس في سوريا؟".
وقالت كلينتون إنها تشعر بالتعاطف الشديد مع الدعوات إلى التحرك لوقف حملة القمع التي يقول نشطاء إنها أودت بحياة 7600 شخص. إلا أنها قالت "أحيانًا الإطاحة بالأنظمة الوحشية يستغرق وقتًا ويكلف الأرواح. ويا ليت كان الحال غير ذلك".
وأضافت "هذه ليست ليبيا التي كان لنا فيها قاعدة عمليات في بنغازي، والتي كان فيها أشخاص يمثلون المعارضة بأكملها"، في إشارة إلى الثورة المسلحة ضد نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتي أدت إلى الإطاحة به ومقتله بعد تدخل عسكري دولي.
وأشارت إلى أن عددًا من المسؤولين الأمريكيين التقوا عددًا من قادة المجلس الوطني السوري، ولكن هؤلاء ليسوا داخل سوريا. وأضافت "لا يمكنك إحضار دبابات إلى حدود تركيا ولبنان والأردن. لن يحدث ذلك".
وقالت إنها تتوقع أن تتمكن بعض الجماعات من إيجاد طرق لتهريب أسلحة رشاشة، ولكن من الصعب إيصالها بشكل فعال إلى الجبهات التي يقاتل فيها المسلحون.
وفيما تدعو الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، قالت كلينتون "إن الأسد لديه أصدقاء أقوياء للغاية"، مشيرة بالتحديد إلى روسيا والصين وإيران المصرة على إبقاء الأسد لأنه يشتري أسلحتها ويبيعها النفط.
واستخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار يدين النظام السوري.
وفي ما يبدو أنه دعوة لسائر السوريين للانتفاض على الأسد، قالت كلينتون "ماذا عن الناس في دمشق، ماذا عن الناس في حلب؟ ألا يعلمون أن أشقاءهم من السوريين والسوريات والأطفال يذبحون على يد حكومتهم؟ ما الذي سيفعلونه حيال ذلك؟ متى سيبدأون التحرك ضد هذا النظام غير الشرعي؟".