قال الدكتور يحيى الجمل- نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، إنه "سمعت ممن داخل المجلس العسكري أنهم لا يريدون أن (يتبهدل) مبارك أثناء محاكمته"، مؤكدًا أنه "من الأفضل البدء بالدستور قبل الانتخابات البرلمانية، والله يسامح طارق البشرى على التعديلات الدستورية التي أجراها".
وأضاف الجمل، "إنه في نهاية فترة حكم الرئيس السابق كان هناك تبجح في التزوير"، وأضاف: "آخر مقابلة مع الرئيس السابق حسني مبارك كانت في عام 1987 لكن بعدها حصلت مكالمتان معه، الأولى عام 1988 بعد الحديث عن أنى سأكون رئيسًا لمجلس الشعب، والثانية عام 2008 عندما كان هناك مظاهرات لحركة كفاية ففوجئت بزكريا عزمي يتصل بى، ومبارك يحدثني ويقول لي (حد كان منعك تكتب.. أنت عايز تعملنا مصيبة في الدنيا)". ولفت إلى أن المشير عبد الحليم أبو غزالة كان يختلف عن مبارك، حيث كان أبو غزالة يتمتع بكاريزما خاصة، مشيرًا إلى أن "الحزب الوطني لم يكن يخير بين أمرين إلا واختار أسوأهما".
وقال الدكتور يحيى الجمل، خلال لقائه الإعلامي محمود مسلم في برنامج "مصر تقرر" على تلفزيون الحياة، بمناسبة الذكرى الأولى لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، "لو أحسن اختيار إدارة مدنية للبلاد لكان أفضل من حكم المجلس العسكري"، موضحًا أنه لا يسئ الظن بالمجلس، لكن من حيث التجربة السياسية هو لديه نفس خبرة مبارك، لأنهم من نفس المدرسة، لافتًا النظر إلى أن مبارك وزوجته سوزان كانا مصممين على مشروع التوريث.
وأوضح أن أبرز أخطاء المجلس العسكري أنهم كانوا يرسلون توصيات له لكن كان يتأخر في الرد على الحكومة، مشيرًا إلى أنه تقدم باستقالته ثلاث مرات للمجلس العسكري ولم يتم قبولها إلا في المرة الرابعة، وقال: "قلت للمشير يكفي العسكر أنهم جاءوا برجل مثل جمال عبد الناصر".
ولفت إلى أنه أول من حذر من الثورة المضادة في مارس الماضي، وكانت هناك مخاطر من الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن الخارجية الإسرائيلية احتجت رسميًا على تصريحاته، واعتبر أن الثورة المضادة تقودها من الخارج أمريكا وإسرائيل بمساعدة جمعيات في مصر، معتقدا أن السعودية لا تقوم بأي دور في الثورة المضادة، أما من الداخل فيقود الثورة المضادة ما أسماه "نادي طره" المسجون فيه رموز النظام السابق، كاشفًا عن أن السعودية طالبت أن تأخذ مبارك إلى أراضيها بعد الثورة.
وأشار الجمل إلى أن الدكتور عصام شرف- رئيس مجلس الوزراء السابق، من أنقى خلق الله، وهو ظلم كثيرًا والمرحلة كانت تحتاج لرجل أكثر حسمًا، معتبرًا أن أبرز أخطاء حكومة شرف هو التباطؤ، خصوصا أن شرف لم يكن يحب الصدامات، وكان يتصل بالمشير حسين طنطاوي، ونائبه الفريق سامي عنان، للاستئذان قبل اتخاذ القرارات.
وكشف عن أن شرف كان يعقد اجتماعات لا يعلم عنها هو شيئًا، وهناك أناس حاولوا الوقيعة بينه وبين شرف ونجحت لدى "شرف" شوية. مضيفًا أن الدكتور كمال الجنزوري- رئيس مجلس الوزراء، يحاول محاولات جادة ولديهم استقلالية عن المجلس العسكري عن حكومة شرف، استطاع حل الانفلات الأمني، وما يحدث الآن لم يمر على مصر بهذا الحرج والخطورة منذ أيام محمد علي.
ولفت إلى أن العصيان المدني شيء مرفوض قائلاً: "اللي عايز مصر، يبنيها مش يهدمها"، واصفًا انتخابات الرئاسة بأنها ستكون "مسرح عبث"، مشيرًا إلى أن مادة منع المتزوج من أجنبية للترشح للرئاسة مفصلة على مقاس الدكتور أحمد زويل.
وأوضح أن أقرب المرشحين لقلوب المصريين هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، كما أن عمرو موسى لديه فرص، وأحمد شفيق لا يمكن أن يقدم على ترشيح نفسه إلا إذا كان يعلم أن لديه فرصًا لأنه رجل منظم. وقال إنه متفائل على المدى البعيد وليس في بكرة"، مشيرًا إلى أن وثيقة المبادئ الدستورية ليست وثيقة السلمي ولكنها كانت معدة من قبل عبر مؤتمر الوفاق الوطني.