شنت أمس الأحد قوات الأمن حملات أعتقال بمحيط وزارة الداخلية في شوارع محمد محمود والفلكي ومنصور وباب اللوق على عدد كبير من المتظاهرين، وحذر نشطاء عبر موقع التواصل الأجتماعي الفيس بوك وتويتر من ان قوات الأمن تستهدف في أعتقالتها المرتدين " للكوفية الفلسطينية " والتي تزايد أعداد مرتديها منذ بداية ثورة ال25 من يناير العام الماضي وحتى الأن وكأنها اصبحت رمزا للثوار. يقول تامر ناصر أحد المتظاهرين أن الكوفية إضافة إلي أنها تحمي من غازات القنابل المسيلة للدموع إلتي تمطرنا بها قوات الأمن عبر أحكامها على الفم والأنف ، وبعد أستخدام قوات الأمن لنوع جديد من الغاز الذي يتسرب عبر الجلد اصبحنا نحكم الكوفية على الوجه بالكامل ، وأضاف أن الكوفية رساله منا ايضا إلي المنوطين بإدارة البلاد أن الثوار يواصلون النضال والمقاومة حتى أنتزاع الحرية الكاملة .
و تعود قصة ارتداء الكوفية المرقطة إلي الثلاثينات من القرن الماضي في فلسطين ، عندما أصدرت قيادة الثورة في فلسطين اوامر بتلثم الفلاحين بالكوفية التي كانوا يضعونها أثناء حراثتهم للأرض لتجفيف عراقهم ولوقايتهم من برودة الشتا وحرارة الصيف ، وذلك بغرض أخفاء ملامحهم اثناء المقاومة تفاديا للوشاية بهم أو أعتقالهم و استمر ابناء فلسطين، وبالذات في القرى الفلسطينية، في إرتداء الكوفية بغية تضليل القوات الانتدابية البريطانية في فلسطينالمحتلة التي كانت تقوم بملاحقة الثوار. وبنفس الوقت لمنعها من تحديد هوية المجاهدين والمقاتلين، الذي كانوا يهاجمون قوات الاستعمار البريطاني وهم يرتدون الكوفيات المرقطة.
وبقيت الكوفية الفلسطينية رمزاً للمقاومة في فلسطين وتعززت رمزيتها مع انطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني قبل وبعد نكسة حزيران يونيو سنة 1967.
كما أخذت الكوفية بعداً دولياً مع انتشار صورة المناضلة ليلى خالد وهي ترتديها وتحمل بندقيتها، وذلك بعد اختطافها طائرة إسرائيلية والتحليق فوق حيفا ويافا وبحر فلسطين.
ثم اصبحت رمزاً لفلسطين وثورتها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات. الذي دخل الأممالمتحدة في سنة 1974 على رأسه الكوفية الملونة بالسوداء والبيضاء ، التي لم تفارقه حتى اغتياله في مقره برام الله.
كما أصبحت الكوفية من ذلك الحين رمزاً متجدداً للنضال الفلسطيني وللفدائيين الفلسطينيين وانصارهم واصدقائهم اينما كانوا .
لتنتقل إلي الثوار في مصر كرمز يحمل نفس الأسباب وذات الأهداف التحريرية .