تحولت فرحة النصر بعد تغلب فريق المصري البورسعيدي على الأهلي 3/1 وهي الفرحة التي كان ينتظرها مواطنو المدينة إلى حالة من الحزن والكآبة غير المسبوقة وذلك بعد إنقلاب إستاد بورسعيد إلى ساحة قتال شرسة كانت أبرز الأسلحة فيها الليزر والحجارة والألعاب النارية والتزاحم الشديد وسقوط أشخاص تحت الأقدام ومن أعلى المدرجات، ما أسفر عن وفاة 74 شخصًا وإصابة أكثر من 188 آخرين.
جاء ذلك بعد استعدادات مكثفة وتصريحات أكثر كثافة من المسئولين عن تجهيزات المحافظة لاستقبال هذا الحدث الكروي إلهام واجتماعات لمجلس إدارة النادي المصري مع روابط ومشجعي وألتراس الفريق لحثهم على استقبال جماهير الأهلي ولاعبيه بروح رياضية. غير أن انقلاب الحال قضى على أي إحساس بالفرح، فقد رفعت حالة الطوارئ في جميع المستشفيات بالمحافظة إلى ذروتها ولاتزال سيارات الإسعاف تنقل المصابين من إستاد المدينة إلى المستشفيات، وذلك بعد أن أمدت محافظات دمياط والإسماعيلية محافظة بورسعيد بنحو 16 سيارة إسعاف لتستوعب أعداد المصابين.
كما جابت شوارع المدينة سيارات تابعة لإدارة الشئون الطبية تدعو المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين ووصول طائرتين عسكريتين لنقل أعضاء الجهاز الفني واللاعبين ومشجعي النادي الأهلي والمصابين.
ووسط هذا الكر والفر والضجيج الكئيب والحزن المخيم على الشارع البورسعيدي أغلقت المحال أبوابها واختفى المارة من الشوارع وإنتشرت سيارات نقل تحمل وجوهًا غريبة بكافة أنحاء المحافظة.
وشكل المحافظ غرفة عمليات مع مدير الأمن وقائد قوات التأمين للقوات المسلحة في محاولة للسيطرة على الموقف دون تطور، خاصة وقد إنتشرت الشائعات المثيرة للجدل والبلبلة التي تردد أن هناك جموعًا من المواطنين يتمركزون وتتزايد أعدادهم أمام المستشفيات وبعض البلطجية الذين يقومون بتحطيم المحلات بشارع 23 يوليو وهي موجة غضب جارفة استغلتها وجوه مشبوهة لزعزعة الأمن.
ومن ناحية أخرى قدم كامل أبوعلي- رئيس مجلس إدارة النادي المصري، وحسام حسن- المدير الفني وشقيقه إبراهيم حسن استقالتهم من مجلس الإدارة.