هل يمكن للحب أن يصمد فى مجتمع يسوده التوجس والخوف والتجسس والقهر باسم الثورة، وهل من سبيل للسعادة فى ظل هذه الأجواء الخانقة؟!. مجموعة قصصية صينية صدرت بعنوان :"تحت شجرة الزعرور" تسعى للإجابة على هذا السؤال المركب . و"تحت شجرة الزعرور" بقلم قاصة صينية تكتب بالاسم المستعار "آى مى" وهى تتحدث عن قصة حب مآساوية فى زمن الثورة الثقافية الصينية وأيامها العاصفة والمرعدة بالويل والثبور لكل من يشتبه فى عدائه للثورة أو انتمائه للبرجوازية التى تهدد نقاء الثورة وتلوث الاشتراكية.
وتولت آنا هولموود الترجمة من الصينية للانجليزية لهذه المجموعة التى حظت باهتمام الصحافة الثقافية فى بريطانيا، فيما تقيم المؤلفة "آى مى" فى الولاياتالمتحدةالأمريكية مثل زميلتها جيلينج يان التى اشتركت فى المجموعة القصصية بقصة عنوانها "زهور الحرب".
ولأنها تكتب باسم مستعار فإن المعلومات عن "آى مى" شحيحة وإن كانت تقيم فى الولاياتالمتحدة، ويقال أنها ولدت فى مدينة شانغهاى فيما حجبت السلطات الصينية مجموعة "تحت شجرة الزعرور" عندما نشرت على موقع الكترونى يحظى بشعبية لدى الطلاب الصينيين فى الخارج .
ومع أن العمل هو عمل أدبى ويرتكز على الخيال فإنه لايمكن إغفال دلالاته التاريخية وسياقه السياسى وتناوله لهموم الصينيين فى مرحلة الثورة الثقافية التى أعلنها الزعيم الراحل ماوتسى تونج، فيما تظهر السلطات الصينية حتى الآن نوعا من الحساسية حيال الكتابة عن هذه المرحلة، رغم أن الحزب الشيوعى أدان الثورة الثقافية بعد رحيل ماو عام 1976 معتبرا أنها كانت مرحلة كارثية.
وتقول ايزابيل هيلتون الناقدة فى صحيفة الجارديان، إن التاريخ مراوغ وأحيانا يبالغ فى مكره وخاصة فى الصين ، معتبرة أن هذه المجموعة القصصية تعرض لمرحلة عصيبة فى هذا البلد العملاق إبان القرن العشرين، حيث احتكر النظام سبل التلاعب بالعقول والرقابة الشمولية معا.
وتدخل "تحت شجرة الزعرور" ضمن مايعرف بأدب الكتابات الجريحة كرد فعل للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وممارسات التعذيب فى السجون والمعتقلات .