أكد زين عبد الهادي رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، أنه سيتم ترميم ما تبقى من نسخة كتاب "وصف مصر" التي احترقت داخل المجمع العلمي المصري، لتوثيق هذا الحدث باعتباره حدثا تاريخيا، مشيرا إلى أن في مصر أكثر من 17 نسخة من هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 1806 في 26 مجلدا . وقال زين عبد الهادي ، إن تشبع الكتب المحترقة في حادث المجمع العلمي بالمياه أثناء محاولة اطفاء الحريق جعل عملية ترميمها في غاية الصعوبة.
وأوضح أن ترميم ما تبقى من مقتنيات المجمع العلمي وهو في حدود 20 ألف مجلد سيستغرق من 10 إلى 15 سنة بتكلفة في حدود نصف مليار جنيه، مؤكدا أنه يجري حاليا العمل من أجل تعويض ما دمره الحريق عبر اهداءات بينها 17 ألف كتاب من حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي .
وأضاف أن كتاب "وصف مصر" ليس أهم ما يوجد بالمجمع العلمى فأهمية المجمع هى مجموعة الخرائط التى تعود إلى بداية القرن 19، بالإضافة إلى مجموعة الكتب النادرة التى طبعت بعد عام 1802 والتى قد لا يكون في العالم أكثر من 3 نسخ من كل كتاب وسوف نعرف ما هى هذه الكتب بعد انتهاء الحصر خلال شهرين أو ثلاثة .
وقال إن هناك مجموعة من الدوريات العلمية التى صدرت فى فترة القرنين 18 و19، إلا أنه أجريت اتصالات مع مكتبة الكونجرس التى تقتنى بعض النسخ الميكروفيلمية لهذه الدوريات وسوف نقوم بعملية تعويض للدوريات المحترقة .
وذكر أنه صدرت 3 طبعات من كتاب "وصف مصر"، الطبعة الأولى منها كانت عام 1806 وصدر منها 1000 نسخة فقط وتقع فى 26 مجلدا ويطلق عليها الطبعة الإمبراطورية، أما الطبعة الثانية فصدرت عام 1826 فى أكثر من ألف نسخة وتسمى الطبعة الملكية وتقع فى 22 مجلدا ولا يوجد أدنى اختلاف بين محتوى الطبعتين والطبعة التى احترقت فى المجمع كانت نسخة امبراطورية .
وكشف عن أن ما تم العثور عليه بعد الحريق هو بقايا قد لا تصل إلى مجلد واحد ويجرى حاليا تجفيف الكتب المبتلة وهو ما سيأخذ وقتا والمشكلة أنه للمرة الأولى فى العالم يكون الترميم لكتب مبتلة ومحترقة فى ذات الوقت، إذ أن أكبر عملية ترميم كتب كانت عندما تعرضت محتويات المكتبة الوطنية بفلورانسا فى ايطاليا فى عام 1964 للغرق ولكن حتى فى هذه الحادثة ساعد تعرض الكتب للطين فى حمايتها، إلا أن هذه الحادثة كانت باعث لى للاستعانة بالخبراء الإيطاليين فى تجفيف الكتب منذ البداية .
وأكد أهمية ترجمة كتاب "وصف مصر" من جديد إلى اللغة العربية على الرغم من أن طباعة الترجمة مكلفة جدا بسبب إحتواء الكتاب على رسوم دقيقة.