رغم أن التصوير لم يبدأ بعد فى مسلسل رابعة العدوية، إلا أنه أثيرت حالة من الجدل حول الفنانة التى تلعب الشخصية والتى تقبل أن تضع نفسها فى المقارنة مع النجمة المصرية نبيلة عبيد التى لعبت نفس الشخصية فى فيلم سينمائى وحققت نجاحا مبهرا وضعها فى قائمة النجوم الكبار وهى التى كانت لا تزال فى بداية مشوارها الفنى. السورية نسرين طافش تعرضت لهذا الجدل فور إعلانها قبول الدور وبعد اعتذارها فتحت الباب لتكهنات عن الفنانة الأنسب لهذه الشخصية.. «الشروق» التقت بالفنانة نبيلة عبيد وسألتها عن رأيها فى هذا المشروع وعن نصائحها للفنانة التى توافق على لعب الشخصية التى لعبتها هى فى ثانى أعمالها السينمائية فقالت:
«قلبى مع المنتج وأتمنى له النجاح والتوفيق خاصة أن المشروع ليس سهلا او بسيطا، بل يحتاج الى جهد كبير ليخرج بالشكل الذى نرضى عنه كجمهور وهو ما اعتدناه من كتكت فى كل اعماله ونفس الامر مع بطلة العمل فالمهمة لن تكون سهلة امام أى فنانة تسعى للعب هذه الشخصية ليس لأننى جسدتها كما ينبغى، لكن لأن هناك اسبابا اخرى من المستحيل أن تتوافر فى هذا الزمن.
وأضافت: فلقد ظللت لمدة 3 أشهر أخضع لدروس مكثفة من قبل الفنان الكبير المبدع إبراهيم عمارة لأفهم كل كلمة أنطق بها فى الحوار وأعى معناها جيدا، خاصة أننى كنت صغيرة السن وثقافتى لم تكن بالشكل الذى يؤهلنى لفهم هذه الكلمات العميقة وقد أوصلنى إلى مرحلة أننى كنت أبكى وأنا أردد المناجاة اثناء البروفات كما خضعت لدروس مكثفة من أستاذى الفنان العظيم الراحل فاخر فاخر الذى علمنى اللغة العربية السليمة ولم أقف أمام الكاميرا إلا حينما كنت جاهزة تماما ومستعدة للعب الشخصية كما ينبغى وبعدها تعاقدت الشركة المنتجة معى على 5 أفلام وكان ثانى فيلم بعد رابعة هو المماليك امام عمر الشريف.
وعن كيفية اختيارها لهذا الدور قالت: حينما كان المخرج الراحل عاطف سالم يجرى لى اختبارا لاختيارى فى فيلم «مفيش تفاهم» أول عمل لى شاهدنى المنتج والمخرج حلمى رفلة الذى كان يستعد حينها لإنتاج فيلم رابعة العدوية وطلب عمل اختبار لى وقال لو نجحت سيتم إسناد الدور الرئيسى لى ولو لم يحدث هذا سوف يسند لى دور بسيط فأخذت الأمر على عاتقى خاصة اننى لا أحب الفشل وكنت فى قمة تركيزى والحمد لله نجحت فى الاختبار ولكن لم يطمئن قلبى إلا بعد أن عرفت رأى أم كلثوم التى طلبت مشاهدة الفتاة التى ستلعب الدور لتقرر إذا كانت ستغنى فيه أم لا وبالفعل تلقيت رد فعلها عن طريق الإذاعية القديرة آمال فهمى أحد المقربين لأم كلثوم فى هذا الوقت والتى قالت لى إن أم كلثوم حينما شاهدت الاختبار الذى أجريته قالت «البنت ديه كويسة» ووافقت على الفور وهو ما اعتبرته صك نجاح لى فهى شهادة من أكبر نجوم هذا الزمن وحتى وقتنا هذا.
وبسؤالها عن مدى صحة ما تردد مؤخرا أنها طلبت عمل مونتاج للفيلم لتصحيح بعض الآيات القرآنية التى نطقتها بشكل غير صحيح قالت: كذب وافتراء وكيف يحدث هذا وقد كان يحيط بى عمالقة سواء أمام الكاميرا أو خلف الكاميرا الذين لن يسمحوا أبدا بأى هفوة فكيف يحدث أن أتلو آيات قرآنية بشكل خطأ فما يثير مثل هذه الأقاويل جاهل ولا يعلم أننى حتى هذه اللحظة حينما أشاهد الفيلم أردد كل كلمة فيه وما زلت أحفظ مناجاة رابعة لله سبحانه وتعالى وأبكى بشدة.
وعن رأيها فى فكرة تكرار الأعمال مرة اخرى فقالت: أرى أن الأعمال التى حققت نجاحا كبيرا لا يجب أن تتكرر مرة أخرى خاصة أن التجربة لم تكن ناجحة، فلقد كررت الفنانة نجلاء فتحى بعض أفلام الفنانة فاتن حمامة ولم تحقق النجاح ذاته كما أن فيلم رد قلبى تم تحويله إلى مسلسل ولم يحظ بنفس النجاح ولماذا نذهب بعيد فبالتزامن مع فيلم رابعة العدوية كان هناك فيلم شهيدة الحب الإلهى الذى لعبت بطولته الفنانة عايدة هلال وقامت بالغناء سعاد محمد ولم يحقق هذا الفيلم النجاح الذى حققه فيلم رابعة العدوية الذى يعرض حتى الآن وفى مناسبات عديدة وعلى القنوات المختلفة فيكفى أن الأغانى كانت بصوت أم كلثوم أن البطولة كانت تضم حشدا كبيرا من النجوم القدامى الذى يتندر بهم الزمن ومنهم عماد حمدى وحمدى غيث وفريد شوقى وحسين رياض وزوز نبيل، لكنى فى نفس الوقت لا استطيع أن اغلق الباب أمام تكرار الموضوعات والأفلام فكل حر فيما يفعله وأنا مؤمنه أن المنتج لابد وأن لديه وجهة نظر فيما يفعله فهو واع ومدرك لقيمة ما يقدمه.
واستطردت: حينما اتحدث عن «رابعة العدوية» تراودنى أحاسيس رائعة وذكريات لا تنسى خاصة فيما يتعلق بالدور الذى لعبه الفن فى تشكيل وجدانى ولقد تربيت على سماع اغانى أم كلثوم والتعاون مع كبار النجوم وهو ما يدعونى للتأكيد على قيمة الفن فى عمل ذاكرة للإنسانية وقدرته فى تشكيل الحالة الاجتماعية والثقافية والوجدانية للمجتمع وأشعر بحزن للأصوات التى تتعالى هجوما على الفن أو المخاوف التى تتنامى لدى البعض بعد بزوغ نجم التيارات الإسلامية على الساحة السياسية وتأثير هذا الأمر على الفن بكل اشكاله وهى مخاوف أتمنى ألا يكون لها أساس من الصحة خاصة أن للفن رسالة كبيرة ودورا لا يمكن إغفاله وتاريخ مصر الفنى يشهد على هذا.
.. والمنتج: لو قلت إن المسلسل ينافس الفيلم سأكون حكمت عليه بالفشل
أكد المنتج إسماعيل كتكت أن مشروع مسلسل «رابعة العدوية» لا علاقة له بالفيلم، وقال «لست ساذجا لأدعى أننى جئت لأنافس فيلما يحتل مكانة مميزة فى تاريخ السينما العربية وإلا أكون قد حكمت على مسلسلى بالفشل إضافة الى أن الفنانة نبيلة عبيد التى لعبت شخصية رابعة فى الفيلم حققت نجاحا باهرا بالشكل الذى يصعب معه تكرار نفس الأداء». وأضاف كتكت: ولذا تعمدت أن يتم تناول الموضوع بشكل مختلف تماما عن الفيلم وعن أى مسلسل تاريخى أو دينى وأن يربط بين التاريخ والمعاصرة ومن هنا رفضت المشروع الذى جاءت به الممثلة السورية نسرين طافش والمخرج زهير قنوع لأنها فكرة مكررة ومستنسخة من الفيلم.
وأوضح كتكت: لا نزال فى مرحلة التفاوض لكن أؤكد أن البطلة ستكون مصرية وكنت أتمنى الاستعانة بالفنانة صابرين.. فهى مناسبة جدا للشخصية لكن الدور بحاجة الى فنانة اصغر فى السن لكى تلعب المرحلة الاولى والثانية ولذا فانا ابحث عن وجه جديد جميل ومريح للعين وصاحبة موهبة تؤهل المخرج من تشكيلها بالشكل الذى يخدم العمل.