أعلنت الشرطة النيجيرية اليوم الأحد أن مسلحين يعتقد أنهما من أعضاء في جماعة "بوكو حرام" قتلا أمس السبت ثلاثة مسيحيين بالقرب من احدي الكنائس في بلدة بيو الواقعة في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا. وقال بيان للشرطة أن المسلحين استخدما دراجة بخارية في تنفيد جريمتهم التي تمت خارج الكنيسة والتي اصيب فيها ايضا سبعة اشخاص. وجاءت عملية القتل بعد تهديد رئيس الجمعية المسيحية في نيجيريا (أيو ارتيسجافور) بعد اجتماع ليلة أمس مع زعماء الكنائس بأن المسيحيين النيجيرين لن يقفوا مكتوفي الأيد تجاه اعمال بوكو حرام ضد المسيحيين. وبمقتل الثلاثة يرتفع عدد ضحايا العنف الطائفي في نيجيريا خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية الي 44 شخصا بالاضافة الي عشرات الجرحي.
وكانت السلطات الأمنية قد قالت أمس أن 13 شخصا قد قتلوا في هجمات علي كنيستين في ولايتي "اداماوا" و"يوبي" شمال شرق نيجيريا ليلة الجمعة وأن ثمانية اشخاص قد قتلوا ليلة الخميس في هجوم علي كنيسة في مدينة "جومبي"، بالاضافة الي مقتل حوالي 20 شخصا خلال هجوم علي مجلس عزاء مسيحي في ولاية اداماوا يوم الجمعة.
وقالت الشرطة النيجيرية أن المهاجمين اقتحموا مجلس العزاء الذي اقيم داخل احد المباني في قرية "موبي" عندما كان يحضره مجموعة من السكان الذين ينتمون الي قبيلة "الايبو" المسيحية في جنوب نيجيريا. وجاءت الهجمات بعد ساعات من انتهاء الانذار الذي وجهته جماعة "بوكو حرام" الي المسيحيين لمغادرة شمال نييجيريا الذي يقطنه أغلبية مسلمة.
وحذر زعماء الطائفة المسيحية في نيجيريا من أن مضاعفة الإسلاميين هجماتهم على الكنائس والمسيحيين والتي وصفوها بأنها "تطهير ديني" بعد مقتل العشرات، قد تفضي إلى حرب أهلية كما حصل في الستينات. ومنذ عيد الميلاد استهدفت ست هجمات مسيحيين موقعة أكثر من 80 قتيلا. وأعلنت جماعة بوكو حرام الإسلامية التي تريد فرض الشريعة في نيجيريا، البلاد الأكثر اكتظاظا في إفريقيا مع 160 مليون نسمة، مسؤوليتها عن معظم الهجمات.
وقال ايو اوريتسيجافور رئيس الجمعية المسيحية في نيجيريا، وهي ابرز منظمة مسيحية تجمع البروتستانت والكاثوليك، إن "هذا النوع من الأحداث يذكرنا ببداية الحرب الأهلية التي وقعت في نيجيريا"، في إشارة الى الحرب الانفصالية في بيافرا التي خلفت نحو مليون قتيل من 1967 إلى 1970.
وفي العاصمة الفدرالية ابوجا، كان المصلون اليوم الأحد يخضعون للتفتيش ويمرون عبر جهاز لرصد المعادن قبل الدخول إلى الكنائس. واتخذت هذه التدابير الأمنية قبل أسابيع. وفي العاصمة الاقتصادية لاغوس التي لم تتعرض حتى الآن لهجمات ضد المسيحيين، نصح المؤمنون بتوخي الحذر. وأضاف اوريتسيجافور أن مسؤولي الكنائس عقدوا السبت اجتماعا طارئا أعلنوا في أعقابه أن "أسلوب هذه المجازر يذكرنا فعلا بتطهير عرقي وديني منهجي".
وتابع محذرا "من حقنا الدفاع عن النفس مهما كان الثمن". وتضاعفت الاعتداءات والمواجهات ما أوقع حوالي ثلاثين قتيلا في عدة ولايات في شمال شرق البلاد بعد أن انتهت مساء الأربعاء مهلة الإسلاميين الذين طالبوا بان يغادر المسيحيون شمال البلاد حيث الغالبية المسلمة.
وتصاعد وتيرة الهجمات يؤجج المخاوف من حرب طائفية في بلد عدد المسيحيين فيه يوازي عدد المسلمين. ويشكل المسيحيون الغالبية في الجنوب في حين أن معظم سكان الشمال من المسلمين. وفي ولاية اداماوا (شمال شرق) ردت السلطات السبت بفرض حظر للتجول لمدة 24 ساعة.