استقبلت نيجيريا اليوم العام الجديد بمزيد من الدماء وسقوط العديد من القتلي والجرحي، مع تشاؤم عدد كبير من أبنائها حول العيش حياة افضل من الأعوام السابقة، ليس فقط بسبب الهجمات الدامية الاخيرة لجماعة "بوكو حرام"، ولكن أيضا بسبب ارتفاع الاسعار في بلد تم تصنيفه بأنه أكبر البلاد الأفريقية انتاجا للبترول. ان العنف الذي يضرب نيجيريا في العمق ليس قاصرا علي عنف جماعة "بوكو حرام" لأن هناك اصلا عنفا قبليا وعرقيا يخلف العديد من القتلي والجرحي. فقد اعلن في ابوجا اليوم عن مقتل ما يقرب من 60 شخصا في اشتباكات قبلية في ولاية "ابوني" في شرق نيجيريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال متحدث باسم حكومة الولاية ان النزاع طويل الامد بين مجتمعات من قبيلتي "ازا" وقبيلة "ازيلو" في منطقة اشيلو كان الأعنف مما ادي الي سقوط هذ العدد الكبير من الضحايا. وجاءت الإشتباكات العنيفة بعد ساعات من اشتباكات مماثلة بين اشخاص من قبيلة "التيف" في ولاية تارابا في جنوب شرق نيجيريا ورعاة ينتمون الي قبيلة "الفولاني" والتي ادت الي تدمير ممتلكات تقدر بملايين النيرات وتسببت في كارثة انسانية بسبب نزوح الآلاف من منازلهم الي الحدود بين ولايتي تارابا و بينيو بالإضافة الي مقتل خمسة اشخاص.
ويعتبر النيجيريون العام المنتهى هو الاسوأ في حياتهم بعد ان ودعوا احباءهم الذين سقطوا في هجمات يعتبرونها غير مبررة وناتجة عن التعصب والتشدد الذي يبديه أعضاء الجماعات المتطرفة، وخاصة جماعة بوكو حرام التي اعلنت مسؤوليتها عن الهجمات وتوعدت بشن المزيد.
ان هذا التشاؤم جعل وسائل الإعلام والصحف تصف العام المنتهى بأنه الاسوأ في تاريخ نيجيريا، بسبب كثرة عدد الضحايا والدمار الذي لحق بالبلاد، بالاضافة الي ارتفاع الاسعار والجدل الحاد بين الحكومة والشعب حول رفع الدعم عن الوقود.
ان انتقال الهجمات والتفجيرات من مدن الشمال الي اماكن العبادة في العاصمة أبوجا هو ما اقلق الحكومة وايضا المجتمع الدولي الذي ادان هذه الهجمات بأشد العبارات وأعرب عن استعداده لمساعدة نيجيريا في التصدي للعنف والارهاب.
واتهمت الحكومة ووسائل الاعلام صراحة جماعة "بوكو حرام" بالوقوف وراء الهجمات الاخيرة علي بعض الكنائس، وقالت إن الهجمات جاءت بعد أيام قليلة من هجمات في مدن كادونا وداماتوروا ومايدوجوري في شمال نيجيريا والتي أدت إلي مقتل وإصابة العشرات، ووصفت الموقف بعد التفجيرات بأنه مرعب بسبب تفحم جثث الضحايا وصرخات أقاربهم التي هزت المشاعر.
ان نيجيريا اكبرالبلاد الأفريقية من حيث عدد السكان اصبحت في مشكلة امنية ليس فقط بسبب الاحداث الاخيرة ولكن ايضا بسبب توابع هذه الاحداث، ومنها اعلان الرئيس جودلك جوناثان أمس السبت فرض حالة الطوارئ في اربع ولايات في الشمال واغلاق الحدود مع بعض الدول المجاورة لمنع تسلل المتطرفين الي البلاد.
ان الهاجس الأمني وتخوف بعض المسيحيين من الهجمات كان واضحا في طلب تجمع يضم الاساقفة الكاثوليك لعموم نيجيريا الرئيس جوناثان بالاستعانة بخبراء أجانب لمكافحة انشطة جماعة بوكو حرام التي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من تفجيرات الكنائس الاخيرة.
ورغم طلب البعض المساعدة من الخارج، قال مستشار الأمن القومى النيجيرى اندرو ازازي "ان الحكومة النيجيرية تدرس الاتصال بالأعضاء المعتدلين فى جماعة بوكو حرام من خلال "قنوات خلفية". وأضاف أزازى "ان المسؤولين النيجيريين يدرسون توسيع دائرة الجهود خارج الإجراءات الأمنية ومن بينها التعامل مع الشكاوى الاقتصادية التى يعانى منها سكان الشمال النيجيرى حيث تتركز انشطة جماعة بوكو حرام."