شهد ميدان التحرير منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى يوم 11 فبراير ميلاد العديد من الأصوات الغنائية التى قررت فيما بينها وبين بعضها أن تنحاز ومنذ اللحظة الأولى لنبض الشعب المصرى وتمنحه حنجرتها ليصرخ بها تارة ويبكى قتلاه وشهداءه تارة أخرى أو يحادث حبيبته مصر.. كان من هؤلاء المولودين فى هذا التوقيت المطرب محمد محسن والذى قدم دويتو مع الفنان أحمد مكى بعنوان «كرامة المصرى» وقدم أيضا النشيد الوطنى المصرى «بلادى» مغنى بصوته. ومحمد يغنى للشيخ سيد درويش وللشيخ إمام وبالطبع له أغانيه الخاصة. ولد أيضا فى الميدان رامى عصام الذى سمى نفسه مطرب الثورة وكان من الطبيعى أن تراه فى الميدان حاملا جيتاره ليغنى «الجحش قال للحمار» و«ارحل» ورامى مطرب شاب قرر أن ينحاز للثورة واختارت مجلة تايمز الأمريكية أغنيته «ارحل» كثالث أغنية أثرت فى العالم لعام 2011.
وكان ثالث هؤلاء المطربين هو حمزة نمرة الذى أفرزه الميدان وكانت أغانيه الحماسية دافعا للكثيرين وشكل مع صديقيه محمد دياب وخالد دياب جبهة للدفاع عن الميدان وقضيته وأصدر نمرة ألبومه الأول بعنوان «إنسان».
أما رابعهم فكان مصطفى السعيد وهو عازف عود كفيف قد تكون رأيته محتضنا عوده ليبثه حزنه وشوقه ليوم النصر ويوم العيد ويداعب أمه مصر مغنيا «يا مصر هانت وبانت» وأغانى الشيخ إمام.
وبالطبع مع توالى أيام الاعتصامات كان الثوار يحتاجون غذاءً روحيا ودعما معنويا وكان كبار المطربين على موعد مع دعم المتظاهرين سواء فى فترة ال18 يوما الأولى كما فعل محمد منير الذى طرح اغنيته «إزاى» مصحوبة ببعض الصور لوقائع الثورة لتكون نشيدا تغنى به الثوار ثم قدم أغنية ثانية بعنوان «بلادى» لتكون نشيدا آخر للثورة.
ومعه رفيق رحلته على الحجار الذى لم يتحمل أن يكون غريبا فى الوقت الذى تثور فيه بلاده فحمل حنجرته وثار أمام سفارتنا فى إسبانيا وعندما عاد أهدى الميدان ألبوما كاملا حمل اسمه «اصحى يناير» ومع توالى الاعتصامات وبداية سجن الثوار ليواصل وكعادته التمرد الغنائى مع كلمات الكبير عبدالرحمن الأبنودى هاتفا «ضحكة المساجين» والتى تقول كلماتها «تغازل العصافير قضبانها.. زنزانة لاجلَك كارهة سجّانها، دُوق زيّنا حلاوة الزنازين، على بُرشَها.. بتمِدّ أطرافك.. سجّانك المحتار فى أوصافك مهما اجتهدْ ماحيعرف انت مين».
وكان أحمد سعد موجودا فى الميدان مغنيا اغنياته التى صاحبت فيلم «دكان شحاتة» وخصوصا أغنية «مش باقى منى».
وحضرت شيرين للميدان عدة مرات لتنفى عن نفسها تهمة تأييد النظام المخلوع وغنت عدة مرات فى قلب الميدان وحضر أيضا حمادة هلال للميدان قبل تنحى مبارك بيومين ليهديه الأغنية التى ربما خانه التوفيق فى بعض كلماتها «25 يناير» وكان حمادة حسن الحظ أنه كان وقت تنحى مبارك فى الميدان لتكون اغنيته «والله وعملوها الرجالة» هى أولى أغنيات الميدان لحظة تنحى مبارك.
وكانت عزة بلبع موجودة طوال الأحداث صارخة ببعض أغنيات الشيخ إمام. ولأنها المنطقة التى أعطتهم اسما لفريقهم لم ينس أعضاء فريق وسط البلد ما يحدث فى الميدان فأهدوه أغنية جديدة بعنوان «ثورة غضب» وكان الفريق حاضرا ومغنيا طوال الوقت فى ميدان التحرير قبيل تنحى مبارك وغنى مطرب الفريق هانى عادل أغنية «صوت الحرية» التى غناها الكثيرون معه.
وكانت فرقة «بلاك تيما» إحدى الفرق التى ساندت ثورتهم الشبابية وغنوا لها.
وشاركت فرقة «أنا مصرى» التى أسسها إيهاب عبده ومعه العديد من الأعضاء مثل مروة شرف الدين فى أحداث الميدان والغناء للوحدة الوطنية ولمصر هاتفين «مسلم مسيحى أنا مصرى».
ولأنها فرقة تتجدد دوما مع الشباب كانت فرقة المصريين فى قلب الميدان بمغنييها الثلاثة أيمن ساريدار وفادى الالفى ونجلاء يونس ومؤسسها هانى شنودة وغنوا العديد من أغانى الفرقة القديمة والجديدة مثل أغنية «يا سلام».
وشاركت فرقة إسكندريلا أيضا بأغانيها وأعضائها سواء فى الثورة أو الاعتصامات وآخرها أمام مجلس الوزراء. وفريق مسار إجبارى الذى غنى للمعتصمين فى ميدان حرية مصرى آخر هو ميدان القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية.
الاعتصامات واستمرار الغناء
مع أول أيام اعتصام محمد محمود علا صوت الشيخ إمام من خلال حناجر شباب مصرى سلفى وليبرالى وهم يصرخون بأعلى صوتهم أغنيته الشهيرة «بقرة حاحا» ومعها كان الجميع يهتفون بصوت واحد وقام البعض بغناء النشيد القديم «اسلمى يا مصر إننى الفدا». وأفرز الاعتصام الجديد غناءا أقرب ما يكون لغناء جوالة الجامعة من خلال شاب يدعى أشرف يصطحب معه الدف ويطالب المجموعة التى تلتف حوله بالغناء معه ويغنى أغنية ساخرة بعنوان «ارجع يا ريس» يعدد فيها كل سلبيات عصر الرئيس المخلوع.
مطربون رفضهم الميدان
يأتى على رأسهم تامر حسنى والذى رفضه الميدان بل وتم طرده منه فى مشهد شهير تم بثه عبر موقع اليوتيوب وبالرغم من محاولاته التصالح مع الثوار إلا أنه أصبح مرفوضا منهم وخصوصا بعد أن التقى بإحدى القنوات وهاجمهم وكان الثوار يتمنون ألا يغنى للثورة الطريف أن حسنى كان قد غنى للثورة التونسية بينما نسى ثورة بلاده وهاجمها.
ويأتى محمد فؤاد فى المرتبة الثانية وكان الرفض له بدرجة أقل من تامر وهو الرفض الذى ربما يكون فؤاد قد تجاوز بعض آثاره بأغنيته «بشبه عليك» وفؤاد كان قد ظهر هو الآخر ليؤيد مبارك ويهاجم الثوار قبل أن يتراجع ويؤكد أنه كان مضللا من قبل الإعلام الحكومى.