البنسلين أحد أشهر المضادات الحيوية الشائعة الاستعمال فى العالم إما عن طريق الحقن أو التناول بالفم. يرى الآن فريق من أطباء الإنجليز ضرورة مراجعة الجرعة التى يتناولها الأطفال خصوصا أنها مازالت الجرعة نفسها التى تقررت منذ خمسين عاما. يمثل البنسلين أهمية خاصة فى علاج الأطفال من العدوى البكتيرية وتبدو أهميته فى بلادنا فى علاج الحمى الروماتيزمية والوقاية منها. لا يقتصر علاج الحمى الروماتيزمية على البنسلين والأسبرين والكورتيزون فى حالتها الحادة بل يمتد أيضا إلى ما بعد الشفاء منها. حقنة من البنسلين طويل المفعول فى جرعة 1.200.000 وحدة تظل هى الأمل فى ألا تعاود الحمى الروماتيزمية هجومها على قلب الطفل خاصة لتصيب أيا من صمامته بالتشوه الذى قد ينجم عنه إما ضيق الصمام ذاته أو يحدث به ارتجاع أو كلا الأثرين معا.
حقن البنسلين طويل المفعول والتى تعطى مرة واحدة فى كل خمسة عشر يوما تظل تعطى حتى سن الخامسة والعشرين، بينما هناك الرأى المؤيد لاستمرارها مدى الحياة متى تم تشخيص الحمى الروماتيزمية تشخيصا واضحا كاملا.
لا يعفى الألم الذى غالبا ما تحدثه من تناولها بانتظام إلا من يعانى من حساسية واضحة للبنسلين الأمر الذى معه يجب إجراء اختبار حساسية للبنسلين قبل كل مرة يحقن فيها المريض بلا استثناء.
التساؤل بصدد جرعة البنسلين التى يتناولها الأطفال سواء فى صورة شراب أو كبسولات أو حقن طرحته هذا الشهر الدورية الإنجليزية العلمية British Medical Journal
يعد البنسلين فى صورة عقار الأموكساسيلين Omaxicillin هو أكثر المضادات الحيوية انتشارا فى إنجلترا حيث تم وصفه للأطفال فى العام الماضى للعلاج من عدوى بكتيرية فى تذاكر طبية مجموعها 4.5 مليون تذكرة من إجمالى 6 ملايين تذكرة لإجمالى المضادات الحيوية.
يؤكد أهمية التساؤل معلومات تشير إلى أن الجرعة التى حددها أصحاب الشأن الصحى للأطفال بإنجلترا British national formulary for children بدأت باقتراح عام 1950 تأكد فى دليل طبى صور عام 1963 ولايزال حتى الآن معمولا به دون تغيرا أو مراجعة.
الدليل الطبى اعتمد أوزانا تقريبية للأطفال على أساسها تم تقدير جرعة البنسلين التى تحدث الأثر المطلوب فى مكافحة العدوى ولا تتجاوز الحد الذى يمكن أن يحدث تفاعلات جانبية تهدد حياة الطفل أو سلامته.
قدر الدليل الطبى وزن الطفل فى السنة الأولى بعشرة كيلو جرامات (22 رطلا) والثانية بثلاثة عشر كيلوجراما (28.6 رطل) وعند الخامسة بثمانية عشر كيلوجراما (39.6 رطل) وعند العاشرة من عمره 30 كيلو جراما (66.1 رطل) لكن فيما يبدو أن تلك الأوزان التى كان عليها أطفال الإنجليز منذ خمسين عاما قد تغيرت الآن. فى دراسة استقصائية موسعة أعلنت نتائجها عام 2009 فى لندن كانت هناك زيادة فى أوزان الأطفال تبلغ 20٪ من الأوزان عام 1950. كان متوسط وزن الطفل فى الخامسة من عمره 21 كيلوجراما (46.2 رطل) بينما فى العاشرة كان متوسط وزنه 37 كيلوجراما (81.51 رطل).
رغم أن الاختلاف فى الوزن قد تم بصورة بطيئة وعلى مدى سنوات بلغت الخمسين إلا أن فى ذلك بالطبع ما يستدعى أن يتساءل الأطباء هل مع هذه الزيادة يجب إعادة النظر فى قدر جرعة البنسلين؟
هل مازالت تلك الجرعة كافية لمكافحة العدوى البكتيرية أم أنها أقل مما يجب وتظل غير كافية للقضاء الكامل على البكتيريا؟
إن كانت أقل مما يجب فإن ذلك يفتح الباب لمقاومة البكتيريا للبنسلين الأمر الذى معه قد ينحسر دوره الفعال! مازال الجدل قائما على الساحة العلمية الإنجليزية لكن ذلك بالطبع لا ينفى أهمية التساؤل وربما كانت البلاد التى مازالت تعانى من تبعات الحمى الروماتيزمية مثل بلادنا ومثيلاتها من بلاد العالم تنتظر النتيجة!
كان لاكتشاف البنسلين عام 1928 دوى هائل فنال ألكسندر فلمنج العالم الأسكتلندى Alexander fleming جائزة نوبل تقديرا لدوره فى الكشف عن الأمر الذى أتاح علاج كثير من الأمراض التى كانت تعد قاتلة مثل الالتهاب الرئوى أو العدوى بميكروب البكتيريا العقدية (Staphylococci) أيضا مرض الزهرى.
وقد تجلت أهمية البنسلين القصوى أثناء الحرب العالمية الثانية فى علاج الجرحى الذين تلوثت جراحهم.