يشارك في جنازة فاتسلاف هافل الرئيس السابق والكاتب المسرحي التشيكي اليوم الجمعة في براغ العديد من قادة العالم الذين اتوا ينضموا الى التشكيين في اخر تحية الى بطل "الثورة المخملية" ضد النظام الشيوعي 1989، الذي توفي الاحد. ويحضر الف مدعو مراسم التشييع التي تشمل ايضا قداسا اعتبارا من الظهر (11.00 تغ) في كاتدرائية سان غي في قصر براغ. وفي الوقت نفسه، وقفت البلاد دقيقة صمت واطلقت المدفعية 21 طلقة.
ووصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى براغ رغم الازمة التي نشبت بين فرنسا وتركيا، ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وزوجها بيل كلينتون الرئيس الاميركي الاسبق ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الاميركية السابقة التشيكية الاصل مادلين اولبرايت.
وقال ساركوزي للصحافيين الفرنسيين قبل مراسم التشييع ان "كل اوروبا تجتمع اليوم في براغ من اجل ذكرى فاتسلاف هافل. ما هي رسالة هذا الرجل؟ ان يكون لدينا قناعات وان نقاتل من اجلها. الدعوة الى الحوار والاحترام. النظر الى الماضي واستخلاص العبر للمستقبل".
من جهته، قال الممثل الفرنسي آلاف ديلون الذي توجه الى براغ مع ساركوزي ان "فاتسلاف هافل كان رجلا عظيما اعتقد انه اعاد الحرية الى الكثير من الدول ةوالكثير من الاشخاص بفضل شجاعته". ويقيم القداس رئيس اساقفة براغ دومينيك دوكا ومساعد بطريرك براغ فاتسلاف مالي وهما من المعتقلين السياسيين السابقين في سجون النظام الشيوعي الذي انهار مع "الثورة المخملية" التي قادها فاتسلاف هافل في نوفمبر ديسمبر 1989.
وسيلقي كل من خليفة فاتسلاف هافل في منصب الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس ووزير الخارجية كارل شفارتزنبرغ واولبرايت صديقة هافل الشخصية كلمة بعد القداس. وتوفي هافل رمز الكفاح من اجل الحرية والديموقراطية الاحد في نومه عن عمر ناهز الخامسة والسبعين في منزله الريفي الذي يبعد 150 كلم عن براغ وسجي جثمانه منذ الاثنين في القصر الرئاسي ببراغ.
وتنقل قناة تشيسكا تيليفيزي العامة مراسيم التشييع في كتدرائية سان غير، مباشرة على شاشات عملاقة اقيمت في حي هرادكاني المحيطة بالقصر. وكتبت صحيفة لودوفي نوفيني الجمعة الى جوار صورة كبيرة للقديس سان فاتسلاف قداس بوهيميا محاطا بالشموع الموقدة ترحما على فاتسلاف هافل.
ونشرت صحيفة دنيس صورة كبيرة لفاتسلاف هافل وهو يرسم باصبعيه اشارة النصر مرفوقة بكلمات النشيد التقدمي "سنكون بعيدا في يوم من الايام" (وي شال اوفر كوم) الذي طالما انشدته الجماهير خلال "الثورة المخملية". وستودع عائلة هافل الفقيد عصر الجمعة وخصوصا زوجته دغمار هافلوفا وشقيقه ايفان هافل في محرقة براغ شترانيتس.
وبعد احراق جثمان فاتسلاف هافل سيوضع رماده بعد عيد الميلاد في ضريحه العائلي بمقبرة براغ فينوهرادي كما قالت الناطقة باسم مكتب هافل سابينا تانشيفوفو. ويحيي مساء الجمعة العديد من الفنانين وخصوصا مجموعة بلاستيك بيبول اوف ذي يونيفرس التي تعرضت الى مضايقات في العهد الشيوعي اخر تحية للرئيس الراحل الذي كان مولعا بموسيقى الروك في قصر لوسرنا بوسط براغ.
وقد شيد قصر لوسرنا تحفة الفن الجديد في مطلع القرن العشرين بمبادرة من المهندس المقاول فاكسلاف هافل جد فاتسلاف هافل وتحول الى اكبر مركز ثقافي في العاصمة التشيكية. وفي الوقت نفسه ستنصب صورة عملاقة لفاتسلاف هافل على مبنى المتحف الوطني وستوزع اشرطة صغيرة من ثلاثة الوان ازرق واحمر وابيض، التي ترمز الى العلم التشيكي مع شريط اسود رمز حداد على سكان براغ بينما سيتمكن ركاب المترو من قراءة بعض ما الفه هافل داخل العربات.