«الى المجلس العسكرى، لا تعرض فيديوهات ناقصة، ولا تدخل عليها تعديلات المونتاج، وتذكر فيديوهات التعذيب التى عرضها الثوار واعترضت عليها بحجة أنها غير كاملة، والى الجنزورى، لا تعط وعودا لن تنفذها». رسالتان قصيرتان وجههما المذيع زياد على، مقدم البرنامج الصباحى «طلعت شمس النهاردة» على راديو مصر، فى حلقة الأحد الماضى، قبل أن يتلقى اتصالا هاتفيا عقب الحلقة من مديرة المحطة سهير جرجس، تخبره فيه، أن ابراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى غاضب جدا مما قاله، وأن أحمد أنيس اللواء السابق ووزير الاعلام الحالى قرر ايقاف البرنامج.
«لدينا تعليمات من اتحاد الاذاعة والتليفزيون اننا لا نتكلم عن قتلى وجرحى أحداث مجلس الوزراء، وأن نتكلم فقط عن المبانى المحروقة».
رسالة أخرى وجهتها نرمين البنبى المذيعة بنفس المحطة، لكنها ليست على الهواء، بل على حسابها الخاص على موقع تويتر، وعلمت بعدها من سهير جرجس أيضا أنها تم تحويلها للتحقيق.
«ما اقدرش ابقى محايد وأنا شايف الناس بتموت، وازاى اطلع اتكلم عن المبنى اللى اتحرق، ودم المصريين سايل قدامه»، هكذا برر زياد، فى مكالمة هاتفية مع الشروق، ما قاله على الهواء مباشرة، وأضاف «لما التليفزيون المصرى يبقى محايد ومش بيهيج الناس ضد الثورة والثوار، يبقى يطلبوا منى أكون محايد».
أما نرمين فقالت «كنا بنتكلم عن القتلى وعن البنت التى تم سحلها، فجاءنا اتصال هاتفى من ابراهيم الصياد يقول انتم بتسخنوا الحلقة، غيروا المسار واتكلموا عن الثائر الحق وعن قيمة المجمع العلمى اللى اتحرق».
نرمين نفذت التعليمات حتى نهاية البرنامج، ثم كتبت تغريدتها على تويتر، وبعدها جاءتها أنباء عن تحويلها للتحقيق، «مش من حق حد يحقق معايا عشان اللى باكتبه على حسابى الشخصى»، التعليمات دائما شفوية فى مبنى اتحاد الاذاعة والتليفزيون، وبسهولة ينفيها المسئولون فور التصريح بها، هكذا أكد زياد ونرمين.
بدأت متابعة زياد ومراقبة كل ما يقوله على الهواء، «تكلمت عن علاء عبدالفتاح والمحاكمات العسكرية، وقلت أيام فض اعتصام ميدان التحرير بالقوة فى نوفمبر أن مبارك لسه بيحكم مصر، ولما قرأت مقالا من جريدة الشروق بهذا المعنى، كان إبراهيم الصياد عايز يمشينى».
ايقاف برنامج «طلعت شمس النهاردة» بدأ يوم الاثنين، وتبعه قرار بتحويل زياد من مذيع برامج على الهواء، إلى مذيع برامج مسجلة، وهو ما رفضه زياد مؤكدا أنه لن ينفذ هذا القرار، «لن اتحول الى موظف اقول ما يملونه علىّ، أنا مذيع وتهمتى اننى منحاز للشعب المصرى».
من جانبهم أعلن زملاء نرمين البنبى وزياد على، تضامنهم الكامل معهما، مؤكدين أنهم سيقومون بتصعيد احتجاجهم حتى لو وصل الأمر لتنظيم وقفة أمام مكتب وزير الاعلام.