أعرب الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح المرتقب للانتخابات الرئاسية المقبلة، عن عدم دهشته من النسبة التى حصل عليها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، مؤكدا أن «هذه النسبة لم تكن مفاجأة، إذا ما قيست بنسب الأحزاب المنافسة خلال هذه الفترة». مضيفا خلال اللقاء التليفزيونى الذى أجراه مع برنامج « اليوم» مع الإعلامية دينا عبدالرحمن، على قناة التحرير، مساء أمس الأول: «عندما تنضج حالة الديمقراطية التى نرغب فى الوصول إليها، وتتسم الأحزاب الأخرى بقدر أكبر من التنظيم والخبرة مما هى عليه الآن، سوف يكون هناك منافس حقيقى لجماعة الإخوان المسلمين».
وعن حزب النور (السلفى) والنسبة التى حققها خلال المرحلة الأولى، قال أبوالفتوح: «ما حققه النور، يمثل قدرا من المفاجأة بالنسبية لى.. كنت أتوقع ألا تزيد النسبة على 10%، لأن الحزب فى ظنى حزب نشأ منذ 6 شهور فقط، وكنت أتوقع أنه غير منظم، ولكنه تمكن من تنظيم نفسه خلال تلك الفترة القصيرة، وهو أمر جيد.. وأتوقع له مزيدا من التطوير فى الفترة المقبلة، ليحصل على نسب تقترب من ال 20% «أنا سعيد بدخول السلفيين لساحة العمل العام، لأنه سيصبح أكثر اعتدالا، ولو كان هذا التيار، ظل منعزلا، كان سيدخل فى صدام مع المجتمع».
واستنكر المرشح الرئاسى المرتقب ما وصفه ب«التخوف من صعود الإسلاميين»، و«عملية القذف غير المبرر، والهجوم الذى يستهدف تشويه هذا التيار السلفى الوطنى الأصيل، بسبب أخطاء بعض أفراده»، وقال: «هناك قذف إعلامى رهيب موجه لهم، وأرجو من الإعلاميين التوقف عن ذلك، فأنا ألتقيت بعض قيادات حزب النور، ووجدت فيهم قدرا من الرشد والحكمة والتعقل، وهم فى النهاية أبناء مصر، وإذا لم يتم استيعابهم فأين سيذهبون؟».
وأضاف: «بعض تصريحات السلفيين مزعجة للغاية، ولكن لابد من وضع هذه التصريحات فى وزنها الطبيعى، فعندما يكون هناك تيار سلفى يضم الآلاف، ويخرج شخصان يرددان كلاما مفزعا (لا يعبر عن) كيان وهدف التيار بأكمله.. فلابد أن نرى حجم هذه التصريحات بالنسبة لوزن الحالة الاسلامية فى مصر».
وتابع أبوالفتوح: «تصدر أيضا بعض التصريحات عن التيارات الأخرى، ينظر إليها البعض على أنها تطرف، مثل إلغاء المادة الثانية من الدستور، وخانة الديانة، ولذلك فأنا أرى أن ما يوجد فى الشارع المصرى من تيار دينى متطرف، يقابله تيار علمانى متطرف.. ولكن يجب أن نضع كل منهما فى حجمه الطبيعى دون تهويل.. علاج أى تطرف هو الحوار والنقاش، وأن تطرح جميع الآراء المتطرفة فى النور، أفضل من تحول أصحابها إلى تنظيمات سرية تشكل خطورة على البلاد».
وعن انتخاب منصف المرزوقى رئيسا لتونس قال أبوالفتوح: «المرزوقى رجل مناضل يسارى، وانتخابه كرئيس يعنى أنها رسالة اعتدال من الحركات الإسلامية فى تونس، (لتبين) كيف استطاعت أن تستوعب جميع الآراء والتيارات.. وأتمنى أن تتسم الحركات الإسلامية عندنا بنفس القدر من الحكمة والرشد الذى تتسم به الحركات الإسلامية بتونس».
وفيما يتعلق ببعض تصريحات الإخوان التى فيها البعض «استعلاء» قال أبوالفتوح: «خطابات الاستعلاء التى يراها البعض نتيجة سوء تعبير وأداء، ولكن هذا لايعبر ذلك عن الحالة العامة للإخوان.. فالجماعة تتسم بقدر كبير من التواضع، وأنا أقول إنه يجب كلما حققت الجماعة نجاحا أكبر، فعليها تحقيق المزيد من التواضع وحول بتصريحات الدكتور محمد بديع عن عدم دعم مرشح إسلامى فى انتخابات الرئاسة، قال: «أتصور أن ذلك نتيجة ضغوط وهمية يعيشها بعض الإسلاميين، مفادها أنه حين يتقدمون بشكل ديمقراطى للانتخابات الرئاسية، فإن هذا يستفز قوى الغرب الكارهة والرافضة لوجود الإسلاميين، وهذا نفسه خطأ وليس صحيحا، لأنه بعد الثورة، أرفض أى تدخل أجنبى فى شئون مصر، فهذا ما كان يسير عليه نظام مبارك، ولكن مصر الآن ملك للمصريين، والشعب هو من يحدد رئيسه من خلال صندوق انتخابى نزيه».
وتطرق أبوالفتوح إلى اللقاء الذى جمع قيادات فى جماعة الإخوان المسلمين ورئيس لجنة الشئون الخارجية ففى الكونجرس الأمريكى، جون كيرى، مشددا على أن هذا الأمر «طبيعى جدا»، وقال: «أى سياسى أمريكى أو أفريقى أو آسيوى يزور البلاد، فلابد أن تكون زيارته معلنة، وفى النور»، لافتا إلى أنه «لم يكن هناك أى علاقة بين الإخوان وأمريكا حتى لحظة خروجى من الجماعة فى ديسمبر 2009».
وقال: «ما زلت أنتمى للإخوان فكريا، وما زلت على علاقة ود واحترام مع قيادات الجماعة، رغم الاختلاف التنظيم».
وتحول الحديث إلى قضية «لتمويلات الأجنبية»، والتى قال عنها المرشح الرئاسى المرتقب: «أخطر شىء يواجه المجتمع، هو قضية التمويل، ويجب أن يعلن كل حزب أو تيار عن مصادر تمويله.. أنا لا أتفق مع (المرشح الرئاسى المتوقع) سليم العوا فى عدم إخضاع أموال الإخوان للمراقبة، فما دامت عملية التمويل تجرى فى إطار من الشفافية، فهذا لا يضايق أى مستقيم، أما بالنسبة للتمويل الخارجى فلا يجوز أن يأتى مال سياسى من الخارج لأى طرف، ويجب أن تغلق الدولة هذا الباب، لأنه شراء لإرادة الشعب».
وتناول أبوالفتوح فى حواره التليفزيونى «عملية نقل السلطة»، وقال: «أرجو ألا يطيل العسكرى أكثر من ذلك، لأن فى ذلك خطورة على أمن واقتصاد مصر، بالإضافة إلى فقد الثقة التى نعتز بها بين الشعب والجيش.. المجلس العسكرى مديرا لشئون البلاد وليس حاكمها، ويجب عليه تسليم السلطة فى يونيو كما أكد من قبل».