ليس ماراثون أو سباقا رياضيا ذلك المهرجان الضخم الذى تنظمه مدينة تولوز ابتداء من أمس، حتى 14 يونيو الحالى، لكنه «ماراثون الكلمات» أكبر مهرجان للقراءة الأدبية تنظمه فرنسا فى دورته الخامسة. وتتصدر مصر برنامجه الفنى من خلال تكريم عدد من الكتاب والفنانين المصريين أو ذوى الأصول المصرية: يكرم المهرجان نجيب محفوظ وألبير قصيرى ويوسف شاهين، كما يعيد تقديم الكتاب المعاصرين مثل جمال الغيطانى وعلاء الأسوانى وإبراهيم عبدالمجيد وصنع الله إبراهيم لجمهور فرنسى عريض. وتختلف فكرة المهرجان عما هو شائع فى عروض القراءة الأدبية المعروفة فى المدن الأوروبية، حيث يعتمد ماراثون تولوز على فكرة السباق الطويل كما يقول علاء الأسوانى. فبالإضافة إلى أنشطة المهرجان التقليدية مثل حفلات التوقيع واللقاءات الحوارية مع الكتّاب، يقدم «ماراثون الكلمات» 200 قراءة «مطولة» تصل إلى 40 دقيقة للنص الأدبى فى كل أحياء مدينة تولوز. فهى رحلة عبر النص الأدبى يجسدها بالصوت والنغم مؤدون يطلق عليهم «قارئ عمومى»، وفى أحيانا أخرى نجوم الفن مثلما هو الحال فى ليلتى 11 و12 يونيو حيث يقوم عمر الشريف بقراءة مقاطع من رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ وقراءة أخرى لقصص مختارة لعلاء الأسوانى من مجموعته «نيران صديقة» التى ترجمت إلى 27 لغة وكانت ترجمتها إلى الفرنسية فى مطلع هذا العام بعنوان «لوددت أن أكون مصريا». ويطلق الفرنسيون على عمر الشريف، الذى رفض أن يتقاضى أى أجر من إدارة المهرجان، صاحب «دكتور زيفاجو» نسبة إلى فيلمه الشهير، أما علاء الأسوانى محبوب الفرنسيين فيلقبونه بصاحب «عمارة يعقوبيان». ويعرض فى افتتاح الماراثون المصرى فيلم تسجيلى بعنوان «أفق بعيد» يتناول الكتّاب المصريين، وبالإضافة إلى المسارح الكبرى التى سيقام عليها العروض بأسعار تتراوح بين 5 و10 يورو. تتنافس مكتبات تولوز فى تقديم سباق الكلمات حيث تنظم ستة مكتبات برنامج «نقرأ لكم القاهرة والإسكندرية» لتقدم قراءات لنجيب محفوظ ولجمال الغيطانى والفرنسى المصرى المولد روبير سوليه. وصنع الله إبراهيم والكاتب فى علم المصريات جان ايف امبرير وإبراهيم عبدالمجيد الذى تقرأ له لمدة 40 دقيقة نصوص من «لا أحد ينام فى الاسكندرية» و«عتبات البهجة» التى ترجمتا إلى الفرنسية. أما عن جديد الدورة الخامسة لماراثون الكلمات فيحتفى للمرة الأولى بالسينمائيين والمصورين ويعقد منتدى يضم ممثلين وفنانين وناشرين ومخرجين حول موضوع الجغرافيا والهوية والصراعات. كما تلتقى الموسيقى مع الأدب من خلال أمسية «جميلات الليل» تكريما لأم كلثوم وداليدا.