بدأت سوق الدعاية الإعلانية تنتعش بعض الشىء خلال النصف الثانى من 2011، لتصل هذه الانتعاشة إلى ذروتها فى شهر نوفمبر، مدفوعة بحملات الدعاية الانتخابية، ليصل إجمالى الموازنة التى صرفتها الأحزاب فى السوق المصرية، 25 مليون جنيه، بحسب أرقام إحدى وكالات الدعاية والإعلان المهمة فى السوق المصرية، التى حصلت الشروق على نسخة منها. وحظى التليفزيون بالشريحة الكبرى من هذه الإعلانات، ليصل إجمالى ما تم صرفه على هذا النوع من الدعاية خلال شهر نوفمبر فقط 18 مليون جنيه، موزعة بين 4 أحزاب هى المصريين الأحرار، الحرية والعدالة، الوفد، والإصلاح والتنمية. واستحوذت برامج التوك شو، بصفة خاصة فى القنوات الفضائية، على رأسها قنوات المحور، ودريم، وسى. بى. سى، والحياة، على 100% من الإعلانات. واحتلت كل من إعلانات الشارع (الأوت دور) والصحف المرتبتين الثانية والثالثة من حجم الإعلانات، حيث بلغ إجمالى ما تم إنفاقه على الحملة الإعلانية على كل منهما فى نوفمبر 5 ملايين جنيه ومليونى جنيه على التوالى.
«شهدت الدعاية الإعلانية توجها جديدا خلال 2010، وهو التوجه إلى برامج التوك شو، وذلك نتيجة لمعدلات المشاهدة التليفزيونية المرتفعة التى تسجلها هذه القنوات. فالشريحة الكبرى من المجتمع المصرى باتت مهتمة بتطورات الشارع، ومن ثم انصرفت عن متابعة المسلسلات والأفلام والبرامج الترفيهية»، يقول عمرو الفقى، رئيس مجلس إدارة شركة آد لاين.
ويحتاج العديد من مرشحى الانتخابات البرلمانية إلى وسائل واسعة الانتشار للتعريف بهم، بحسب عمرو عبدالقوى، عضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى، خاصة بعد أن تسبب تقسيم الدوائر الانتخابية فى اتساعها. «التليفزيون يعد أنجح الوسائل فى الدعاية الانتخابية، فهو ضمان المرشحين للوصول إلى قطاعات عريضة من الجمهور مع اختلاف ثقافاتهم والطبقات بينهم»، كما قال عبدالقوى.
وكان ذلك، بحسب الفقى، السبب الأساسى فى قيام كثير من المعلنين بإلغاء المبالغ الموجهة للصحافة والأوت دور. وترى منى عزت، عضو لجنة الإعلام بحزب التحالف الاشتراكى، أن «التليفزيون يعد من الوسائل الأوسع انتشارا، ولكنه يختلف مع مبدأ التواصل الاجتماعى بين الناخب والمرشح»، مشيرة إلى أن مساحات الإعلانات التليفزيونية تعد صغيرة لعرض حملة المرشح، كما أن اختلاف السياسات التحريرية للبرامج مع حملات المرشحين تقف أحيانا عائقا لبث الحملة التى يريدها المرشح.
الدعاية الانتخابية نوع جديد من الإعلان ظهر مؤخرا وساهم بانتعاشة فى السوق الإعلانية، إلا أنها، بحسب الفقى، «انتعاشة طفيفة ومؤقتة سرعان ما ستنتهى بعد انتهاء موسم الانتخابات».
وقد سجلت أسعار الإعلانات زيادة تصل إلى 20% خلال الربع الأخير من العام الحالى، مقارنة بالربع الثالث، ليتراوح سعر الإعلان الواحد فى التليفزيون ما بين 4000 و7000 جنيه (30 ثانية)، وإن كانت العروض قد تعددت فى محاولة لتشجيع المعلنين.
«الزيادة لم تنجح فى تعويض الخسائر التى تكبدتها سوق الإعلان، لأن الأسعار شهدت تراجعا كبيرا منذ بداية العام، كما أن المبالغ المنصرفة لاتزال أقل بكثير مقارنة بالعام الماضى»، بحسب ما جاء على لسان خالد حشيش، المدير التنفيذى لشركة ميديولوجى، إحدى شركات الدعاية والإعلان التى تشترى المساحات الإعلانية وتبيعها للمعلنين.