سادت حالة من التفاؤل بين المستثمرين أمس فى البورصة بعد النجاح فى تأمين المرحلة الأولى من التصويت فى الانتخابات البرلمانية، مما اعتبره العديدون مؤشرا على تراجع الأداء السلبى لقوات الأمن وضبابية الرؤية السياسية واللذان كانا السبب الرئيسى وراء تردى الأوضاع الاقتصادية بعد الثورة. وقد سجل المؤشر الرئيسى EGX30 أعلى مستوى له فى 8 أشهر بعد ساعة من التداول، بعد أن صعد بأكثر من 5% فى العشرة دقائق الأولى من الجلسة، ولينهى تعاملاته مرتفعا ب 5.48% ويصل إلى 3987.30 نقطة.
وتسبب صعود مؤشر EGX100 بأكثر من 5% فى أول عشر دقائق من جلسة أمس فى وقف التداول لمدة نصف ساعة، وعادت السوق إلى الارتفاع مجددا بقوة بعد عودة التداول «لقد تناقل السماسرة الأجانب توصيات إيجابية عن السوق المصرية صباح أمس حيث توقعوا ارتفاع مؤشراته خلال الفترة القادمة مع سريان حالة من الطمأنينة بعد الانتخابات»، كما يقول مدير إدارة الأصول بشركة اتش سى، عمر رضوان. وهو ما أكده رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النعيم لتداول الاوراق المالية، إبراهيم النمر، قائلا «لقد تنفس المستثمرون الصعداء بعد مرور المرحلة الاولى من الانتخابات بسلام»، مشيرا إلى أن العديد من الأسهم القيادية سجلت مستويات كبيرة أمس بعد المستويات المتدنية التى وصلت لها خلال الأشهر الماضية، مما مكنها من قيادة السوق للصعود أمس. وقد ارتفع سهم البنك التجارى الدولى خلال الجلسة بنسبة 7.8 %، كما صعد سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة إلى جنيه صاعدا بنسبة 4.29 %، وارتفع سهم حديد عز بقوة بعد الانخفاضات الكبيرة التى كان قد سجلها خلال الفترة الماضية مدفوعا بالمخاوف السياسية التى ضغطت عليه، وقد أنهى تعاملاته أمس مرتفعا بنحو9.51%.
وهذا الأداء الإيجابى طال جميع الأسهم تقريبا حتى الصغيرة منها، وقد أنهى مؤشر الأسهم المتوسطة والصغيرة EGX70 تعاملاته أمس على صعود بنسبة 7.96 % ليصل إلى 451.63 نقطة.
ومن أبرز المؤشرات الايجابية على أداء السوق أمس هو ارتفاع حجم التداول إلى 416.606 مليون جنيه، بينما كان يتوقع المحللون ألا يتعدى 150 مليون جنيه، مما «يدلل على عودة القوى الشرائية التى غابت عن السوق لفترة طويلة»، تبعا لرضوان، وبلغ صافى مشتريات الأجانب والمصريين أمس وجنيها، على التوالى.
وبالرغم من تداول المحللين السياسيين توقعات مختلفة حول قدرة التيارات الليبرالية أو الإسلامية أو المنتمية للنظام السابق على الاستحواذ على النسبة الأكبر من مقاعد البرلمان الجديد، إلا أن «المستثمرين لا تشغلهم نتائج الانتخابات بقدر ما يهمهم أن تمر عملية التحول الديمقراطى بشكل سلمى»، على حد تعبير رضوان.