شهدت الساعات السابقة للإعلان الرسمى عن تولى كمال الجنزورى منصب رئيس الوزراء مشاورات مكثفة وصعبة بين جميع أطراف العمل السياسى فى مصر. «مستحيل، هناك 19 من بين أعضاء المجلس العسكرى رافضين البرادعى»، هكذا علق مرشح الرئاسة سليم العوا خلال الاجتماع على طرح اسم البرادعى لرئاسة حكومة الإنقاذ الوطنى. وأكمل معتز عبدالفتاح ليؤكد الفكرة «أنا قعدت شهرين مابيكلمونيش».
فى بيت الحكمة فى التجمع الخامس التقى إضافة إلى العوا وعبدالفتاح مرشحا الرئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى وممثل عن البرادعى وأبوالعلا ماضى لطرح اسم رئيس توافقى للحكومة. الاجتماع «الصعب» استمر من العاشرة صباح الخميس إلى الثالثة بعد الظهر.
فى هذه الأثناء كانت الأنباء تتحدث عن اتصال المجلس العسكرى بمرشح آخر للرئاسة هو عمرو موسى. على الأقل هذا ما نقله أحد أعضاء المجلس العسكرى عبر الهاتف خلال الاجتماع.
وحسب مصادر «الشروق» القريبة من موسى فإن الأخير طلب «أن يعلن هو بنفسه عن الاستجابة لمطالب الميدان فى حالة تشكيله الحكومة الجديدة». لكن المجلس العسكرى لم يرد وبعد مرور ما يقرب من ثلاث ساعات أعلن أمين عام الجامعة العربية السابق رفضه المنصب.
لم تنقطع الاتصالات أثناء الاجتماع السداسى. «وائل غنيم اتصل بموسى ليبلغه أن مليونية الغد ستكون ضده إذا ما قبل بالمنصب»، هذا ما كشفه أحد الحاضرين ل«الشروق».
وحسب المصدر نفسه فإن الجميع بمن فيهم ماضى والعوا اعتبروا ان «الميدان أنقذ الثورة». «لولا النزول للتحرير كانت الثورة اتسرقت من المجلس العسكرى»، هذا مضمون ما قيل.
سليم العوا اقترح أيضا أن ينزل شيخ الأزهر لأداء الصلاة. «اتصل بالفريق عنان وقال ليس لدى مانع فاتصل بشيخ الأزهر وطلب الطيب الرد خلال ساعة». وبعد مرور الساعة جاء الاعتذار، فى النقاشات التى استمرت على مدى 5 ساعات تقريبا قبل أن يصل المجتمعون إلى صيغة طرح عبدالمنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى فى حالة رفض اسم البرادعى كما أصبح واضحا.
«قلنا الميدان هو الذى يقرر» إضافة إلى مجلس مدنى استشارى للمجلس العسكرى يضم رؤساء الأحزاب وخمسة من الشباب وعدد من الشخصيات العامة. وتم طرح المبادرة بهذ الطريقة وفى المساء تم توزيع البيان فى ميدان التحرير. فى المساء كان عدد من شباب الحركات والتيارات السياسية فى اجتماع مماثل للتوافق على اسم مرشحهم لرئاسة الحكومة. لم يختلف الأمر كثيرا. البرادعى احتل الصدارة، خلفه أبو الفتوح وصباحى، أمام إصرار المجلس العسكرى على إسناد المهمة إلى «شخص من خارج الميدان أو من خارج الثوريين»، يقول أحد الشباب. وعلمت الشروق أن حازم الببلاوى وزير المالية فى حكومة شرف المستقيلة عرض عليه المنصب ورفضه. أما منصور حسن وزير رئاسة الجمهورية السابق فلم يتصل به أحد ولكنه قال: «لو عرض كنت استجبت لأنه واجب وطنى». «نحن مصرون على البرادعى أو أبوالفتوح لأننا ضامنون أنهما لن يقبلا بصلاحيات منقوصة ولن يخذلا الثورة».