تسيطر حالة من الارتباك والقلق على المرشحين فى الدائرة الثالثة بالقاهرة «قوائم» والتى يقع فى مركزها ميدان التحرير بما فيه من اعتصامات ومليونيات. الفوضى هى زعيمة المشهد فى الدائرة الثالثة، ففى الوقت الذى لا يزال فيه اعتصام المتظاهرين فى التحرير مستمرا، ينتاب المرشحون على مقاعد القائمة والفردى فى الدائرة القلق والخوف من عدم التأمين الكافى للجان الاقتراع، وعدم إقبال المواطنين على المشاركة بسبب التوتر الواقع فى المنطقة.
جمال حنفى، المرشح الثالث فى قائمة حزب الحرية والعدالة قال ل«الشروق»: «طالبنا اللجنة العليا بتأجيل الانتخابات فى دائرة قصر النيل للمرحلة الثانية إلا أنها لم تستجب، فطالبنا بنقل مقار الاقتراع القريبة من موقع الاشتباك بين قوات الأمن والمتظاهرين لأماكن أخرى آمنة، ولكن الطلب لم يبت فيه حتى الآن»، يتحدث حنفى قبيل ساعات قليلة من بدء الانتخابات. وأكد حنفى أن حزب الحرية والعدالة سيقوم بتنظيم مجموعات من الشباب والأهالى لتأمين اللجان الانتخابية، وعلق على تخوفات بعض التيارات السياسية من انفراد الإخوان بتشكيل تلك اللجان بقوله: «أنا كنت أعانى منعى من دخول اللجان فكيف أقوم بذلك الآن؟»، مضيفا: «لا يهمنا لمن سيعطى الناس أصواتهم، ولكن المهم أن يشاركوا».
ورغم قلقه الشديد من تأمين اللجان الانتخابية قال كامل صالح، المرشح الثالث على قائمة الكتلة المصرية ل«الشروق»، «نحن مع المعتصمين فى التحرير منذ اليوم الأول، ومع ذلك سنخوض الانتخابات».
وأضاف: «عندنا قلق من أن العملية الانتخابية ستدار بصورة غير طبيعية خاصة أن التصويت سيجرى على يومين، والصناديق سيتم تسليمها لوزارة الداخلية، وهو ما يعنى أن الداخلية سيكون لها دور جوهرى فى العملية الانتخابية». وأبدى أحمد صقر المرشح على رأس قائمة حزب العدل، تخوفه من محاولة بعض البلطجية وفلول الحزب الوطنى المنحل من محاولة تزوير الانتخابات، مستبعدا أن يؤثر اعتصام المتظاهرين فى التحرير على الانتخابات سلبا.
وقال ل«الشروق»، «تعرضنا لتهديدات بالقتل من قبل بعض البلطجية الذين قالوا لنا أنتم قدمتم شهداء من أجل ثورتكم استعدوا لتقديم شهداء آخرين»، إلا أن صقر يرى أن أكبر ضمانة لمنع البلطجية من تنفيذ مخططاتهم هى مشاركة أكبر عدد من الأهالى فى الانتخابات.
من جانبه قال محمد زين العابدين، مرشح حزب النور على مقعد الفئات بالدائرة السادسة بالقاهرة، إن هناك توقعات بوجود حشد من الناخبين قد يصل إلى 90% من عدد المقيدين بلجان دائرة قصر النيل، والذى يصل إلى 253 ألف صوت. وأبدى زين العابدين تخوفه من استمرار الاعتصام فى ميدان التحرير لقرب مناطق التصويت فى الدائرة منه، متوقعا إمكانية حدوث بعض الاحتكاكات بين المعتصمين فى التحرير والرافضين لإجراء الانتخابات وبين الناخبين، إلا أن محاولات تجرى من أمس لتشكيل لجان شعبية لتأمين اللجان القريبة من ميدان التحرير، واصفا ما يحدث فى التحرير أنه «أسوأ ما سيكون فى الانتخابات اليوم»، قائلا «كنا نتمنى تأجيل الانتخابات فى هذه الدائرة مع المراحل اللاحقة لحين هدوء الأوضاع».
وأوضح مرشح حزب النور السلفى، أن جميع المرشحين منشغلون اليوم بتشكيل لجان شعبية للدعوة للمرشحين قبل دخول النائب، وإنهاء إجراءات تصاريح المندوبين باللجان وتشكيل لجان إعاشة لوكلاء المندوبين خلال اليوم.
بينما توقع خالد نديم، المرشح المستقل على مقعد الفئات بالدائرة السادسة قصر النيل، تأثر المشهد الانتخابى غدا بالخطاب الذى سيلقيه المشير أو كمال الجنزورى، والذى لابد أن يتضمن برأيه، عددا من القرارات الحاسمة التى ترضى الشارع المصرى وتشجعه على إجراء العملية الانتخابية بسلام، مؤكدا عدم توقع حدوث أى احتكاكات بين متظاهرى التحرير والمشاركين فى الانتخابات بالمدارس المحيطة بالميدان، قائلا «جميع من يتظاهر فى الميدان لديه رغبة فى اتمام العملية الانتخابية بسلام، كما أنهم يريدون مجلس شعب يعبر عن إرادة الناخب المصرى الحقيقية».
وأكد نديم أن هناك عددا كبيرا من المتطوعين بحملته الانتخابية سيقومون بتأمين اللجان الانتخابية وحماية صناديق الاقتراع، لافتا إلى أن المشاركة اليوم ستكون عنيفة، قائلا «الناس عندها ثورة داخلية لإحداث التغيير»، وهو ما يضمن عددا أكثر من الناخبين فى جميع مراحل الانتخابات.
يذكر أن الدائرة الثالثة (قوائم) بالقاهرة تشمل 11 قسما وهى أقسام قصر النيل، الزمالك، الموسكى، عابدين، الأزبكية، بولاق، الجمالية، منشأة ناصر، باب الشعرية، الظاهر، الدرب الأحمر، و21 شياخة. ويتنافس فى هذه الدائرة 10 تحالفات انتخابية وهى الحرية والعدالة (رمز الميزان)، والوفد الجديد (رمز النخلة)، والإصلاح والتنمية (رمز المفتاح)، والوسط (المصباح الكهربائى)، الكتلة المصرية «حزب المصريين الأحرار» (رمز العين)، بالإضافة إلى قائمة الثورة مستمرة «التحالف الشعبى الاشتراكى» (رمز الهرم)، وقائمة حزب النور (رمز الفانوس)، والمستقلين الجدد (رمز النظارة)، وأخيرا قائمة حزب العدل (رمز الشعلة).
فيما يتنافس 67 مرشحا فى الدائرة السادسة فردى، و102 مرشح فى الدائرة السابعة، وتعد الإعلامية جميلة إسماعيل من أبرز المرشحين فى الدائرة السادسة، وينافسها على مقعد الفئات نهال عهدى، مرشحة حزب الوفد.