علمت «الشروق» أن القاهرةودمشق تجريان حاليا اتصالات للتوافق على بعض الملفات الخاصة بالحوار الفلسطينى عبر وساطة أمريكية، بحسب مصادر دبلوماسية مصرية وسورية. وقال دبلوماسى سورى ل«الشروق» إن دبلوماسيين أمريكيين زاروا دمشق فى الآونة الأخيرة تحدثوا عن ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطينى من أجل استئناف علمية السلام مع الإسرائيليين. وأضاف: أن القاهرةودمشق بالفعل التقيتا حول الملف الفلسطينى وأهمية إنهاء الانقسام حتى لا تكون هناك ذريعة إسرائيلية عند انطلاق المفاوضات على الجانبين. وقال المصدر إن الولاياتالمتحدة لعبت دورا للوساطة بين القاهرةودمشق للالتقاء على هذه الملفات، وذلك عبر دبلوماسيين أمريكيين زاروا دمشق فى الآونة الأخيرة. وتابع: «تتفهم سوريا جيدا أن القاهرة هى الراعى الرئيس للحوار الفلسطينى، لكن من دون أن يكون هناك إقصاء لأطراف «عربية» أخرى وترى القاهرة أنه من الأفضل أن تلعب سوريا هذا الدور وليس طهران حتى تحقق مصالح استراتيجية خاصة بها. وقال إن مصر لمست هذا الدور بالفعل من خلال زيارة مشعل. وفى هذا السياق أوضح المصدر أن سوريا جددت التعهد بعدم تعطيل الحوار الفلسطينى بل دفعه للأمام، وأن صفحة جديدة من العلاقات بين القاهرة وحركة حماس يفترض أن ترسم خطوطها العريضة خلال الزيارة الحالية لمشعل، وأن القاهرة تغض النظر عن تجاوزات الماضى التى تنظر لها على أنها صغائر لا يجب الالتفات إليها. وعلى جانب آخر، المح المصدر السورى أن هناك رسائل تم تبادلها فى الآونة الأخيرة بين القاهرةوطهران بطريقة غير مباشرة ولم تكن سوريا ضالعة فيها كوسيط، وكان من آثارها تخفيف حدة الهجوم المتبادل على الجبهتين الإسرائيلية والإيرانية مقابل تخفيف حدة التدخل الإيرانى فى عرقلة الجهود، التى تبذلها القاهرة فى الملف الفلسطينى ككل. ويأتى ذلك فيما يبحث وفد حركة حماس فى القاهرة برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى للحركة أربعة ملفات رئيسية، يأتى على رأسها مستقبل عملية السلام فى المنطقة. وعلمت «الشروق» من مصدر مصرى مطلع أن المباحثات، التى تجرى حاليا فى القاهرة بين الوزير عمر سليمان مدير المخابرات ووفد حماس تتعلق بوضع الحركة فى الملف الفلسطينى برمته، سواء كان عملية السلام أو الوضع السياسى لها فى المستقبل. وأشار المصدر إلى «قبول واشنطن برغبة حماس فى أن تكون جزءا من الحل بشروط»، وأن قيادات حماس تسلمت هذا الرد الأسبوع الماضى عبر أحمد يوسف مستشار رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، الذى لعب دورا مهما فى هذا السياق فضلا عن وسطاء غربيين. ويتوازى مع هذا الطرح تصريحات لرئيس وزراء حماس إسماعيل هنية أثناء تفقده لجان امتحانات الثانوية العامة فى القطاع تصب فى إطار التمهيد لمهمة مشعل فى القاهرة، بقوله بأن الانقسام هو الاستثناء وأن الأصل هو الوحدة الفلسطينية. ويضيف المصدر أن الملف الثانى هو ملف التهدئة مع الجانب الإسرائيلى، الذى ينتظر فقط وضع إطاره العام مع القاهرة، التى ترعاه وأن هناك رسائل مصرية إسرائيلية حول تلك المسألة خلال الآونة الأخيرة سيطلع عليها وفد قيادات حماس، وثالثا آلية تطبيق الورقة المصرية بعد أن غلبت كل من فتح وحماس التعامل عليها مع تعديلات تقبلها القاهرة بحيث تنتهى إلى أن مرجعيتها الرئيس الفلسطينى محمود عباس وليس سلام فياض رئيس الحكومة الحالى، على أن يتم التوقيع النهائى عليها كوثيقة يوم 7 يوليو المقبل. وأخيرا يجرى بحث ملف الأسير جلعاد شاليط حيث سيودع وفد الحركة موقفه النهائى من القوائم لدى القاهرة التى تنتظر المسئول الإسرائيلى الجديد عن الملف حيفاى هداس خلال أيام. وفى نفس السياق يقول عزام الأحمد عضو وفد فتح إلى حوار القاهرة ل«الشروق» أن هناك تطابقا فى وجهات النظر بين فتح والقاهرة، وأوضح أن فتح تلمس قبول حماس بأسس عملية التهدئة مع الجانب الإسرائيلى وملتزمة بضبط الأوضاع الأمنية فى القطاع. وأشار الاحمد إلى أن «العقبات التى كانت تواجه فتح يجرى تذليلها، حيث سيعقد مؤتمر الحركة السادس أول يوليو المقبل، وهو موعد قاطع».