توجه الدكتور علي جمعة- مفتي الديار المصرية، برسالة إلى الحجاج من المصريين ألا ينسوا مصر من الدعاء عند بيت الله الحرام وباقي المناسك، مشيرًا إلى أن مصر في أشد الحاجة إلى الدعاء من الجميع.
وأكد الدكتور علي جمعة أن الاعتقاد بأن الدولة المدنية تتعارض مع الدين هو اعتقاد خاطئ، فالتجربة المصرية بدأت في عصر الخديوي إسماعيل، وهي تبين أن الحاكم يجب أن يراعي روابط الدين لدى الشعب، فنحن بطبيعتنا مسلمين ومسيحيين متمسكون بديننا والهوية والمعاصرة لا يتعارضان.
وصرح مفتي الجمهورية خلال لقاؤه مع الإعلامي شريف عامر، في برنامج "الحياة اليوم" على تلفزيون الحياة، بأنه على استعداد للتنازل عن الدعوى التي أقامها ضد الحويني إذا اعتذر عن إساءته، مؤكدًا أن هذا حقه، في حين لفت إلى أنه إذا لم يعتذر وظن أنه لم يرتكب خطأ في حق المفتي فالقانون والعدل يفصل بينهما، بحد قوله.
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن هناك فارقًا كبيرًا بين التدين وطلب العلم الشرعي وعلوم الدين، موضحًا أن اختلافه مع بعض المتشددين لا يصنف تحت "اختلاف العلماء رحمة" لأنه هنا لا يختلف مع علماء أصلاً، مؤكدًا أنه لو فتح الباب أمام كل من "هب ودب" لن ينتهي من الجدال العقيم الذي لا يستوي فيه الحجة المبنية على العلم الشرعي وفهم النصوص فهمًا شرعيًا كما فهمها الصحابة والتابعون، والجدال المبني على الباطل والأخذ بظاهر النصوص وأخذ بعض النص وترك الكل، مؤكدًا أن الخلاف مع أمثال هذه النماذج لا يشغله.
كما استنكر المفتي، التمثيل بجثة القذافي كما أكد أن تكفير مفتي ليبيا له هو رأيه الشخصي، مؤكدًا أن الإسلام نهى عن التمثيل بالجثث حتى ولو كان كافرًا أو مستبدًا أو ظالمًا، لافتًا إلى كلام الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "ما كنت أعلم أن المسلمين يرقصون فوق جثث الموتى"، بأنه مذمة في حق المسلمين ما كان لهم أن يعطوا غيرهم فرصة لانتقادهم.
ودعا الدكتور علي جمعة، المصريين بضرورة النهوض بالتعليم، معلنًا تضامنه مع برنامج الدكتور أحمد زويل في نهضة التعليم، مشيرًا إلى أن كوريا أنفقت 80% من ميزانيتها في التعليم حتى وصلت لما أصبحت عليه، مؤكدًا أن التعليم هو السبيل الوحيد الذي سيتصدى لسرقة عقول المصريين واستغلال بساطتهم، خاصة بعدما أصبحت وسائل إجهاض النهضة العلمية في مصر من الداخل، باستغلال بعض الحاقدين لضعاف النفوس في تهميش دورها والقضاء على تاريخها.
وطالب المواطنين بانتخاب المرشحين ببرنامجهم وليس بشكلهم، رافضًا أن يتم استغلال الدين في السياسة لتحقيق مآرب شخصية، لافتًا إلى أن بعض المتشددين حرموا المشاركة في الانتخابات أو الترشح لها مما أحدث "بلبلة" في المجتمع، مؤكدًا على أحقية التيارات الإسلامية في أن تأخذ فرصتها للتعبير عن برنامجها السياسي بشرط عدم استغلال الدين في السياسة.