أكملت الدوائر الأمنية الإسرائيلية المختصة جميع الاستعدادات لتنفيذ صفقة تبادل 477 أسيرا فلسطينيا مقابل تسلم الجندى الأسير جلعاد شاليط، اليوم، فيما يزال الجدل دائرا فى اسرائيل حول الصفقة التى يراها البعض انتصارا للمقاومة الفلسطينية. ذكر راديو صوت إسرائيل أمس، إنه بحسب المخطط سيشرع فى تنفيذ الصفقة فى الساعة السادسة من صباح غد الثلاثاء حيث ينقل السجناء الفلسطينيون من سجنى كتسيعوت وهداريم إلى معبر كرم أبوسالم «كيرم شالوم الاسرائيلى» فى طريقهم إلى قطاع غزة أو إلى معبر بيتونيا ثم الى الضفة الغربية.
وفى الوقت نفسه سينقل شاليط من مكان احتجازه فى قطاع غزة إلى مصر عن طريق معبر رفح. وفور ابلاغ الجانب الاسرائيلى بأن شاليط حى وسالم سيفرج عن 27 أسيرة فلسطينية، وسيفرج عن فوج آخر من الأسرى إلى غزة والضفة، ليصل الاجمالى إلى 1027 اسيرا بعد أن يؤكد الجانب المصرى لإسرائيل أن جلعاد شاليط موجود لديه. وسيمكث شاليط فى الأراضى المصرية نحو ربع ساعة ثم ينقل برا إلى إسرائيل طريق معبر نتسانا على الارجح ثم تجرى له فحوصات طبية ينقل فى ختامها جوا إلى إحدى قواعد سلاح الجو حيث سيلتقى أبناء عائلته لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات. وأضاف الراديو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الاركان بينى جانتس سيكونون فى استقبال شاليط.
وبعد الظهر سينقل شاليط جوا إلى منزله فى قرية متسبيه هيلا فى الجليل. وفى المقابل، قال قيادى فى حركة حماس إن وفدا من الحركة برئاسة رئيس مكتبها السياسى خالد مشعل ووفدا رفيعا من الحركة سيكونون بالقاهرة اليوم لاستقبال الأسرى المبعدين الأربعين المفرج عنهم فى إطار صفقة التبادل.
وفى تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية، قال نائب رئيس المكتب السياسى للحركة موسى أبو مرزوق إن الوفد سيستقبل الأسرى قبيل مغادرتهم القاهرة إلى الدول التى قررت استضافتهم. وكشف أن ثلاث دول وافقت على استقبال المبعدين، من ضمنها قطر وتركيا، فيما علمت الصحيفة أن سوريا من بين الدول التى ستستقبل عددا من هؤلاء الأسرى.
وتحظى الصفقة بتأييد شعبى جارف داخل اسرائيل، حيث أظهر استطلاع للرأى أجراه معهد «داحاف» ونشرته «يديعوت أحرونوت» اليوم، أنها تحظى بدعم 79% من الإسرائيليين، لكن الشعور بالفشل لم يفارق النخب السياسية والمثقفين، ففى صحيفة يديعوت احرونوت قال وزير القضاء السابق تساحى هنغبى، إن قضية شاليط «كشفت محدودية قدرات أجهزتنا المخابراتية، رغم حجم الموارد التى تم استثمارها من أجل العثور على مكان شاليط فى غزة لغرض استخدام الخيار العسكرى فى تحريره. واضاف: «أنا قلق جدا من النتائج البائسة على هذا الصعيد مقابل الجهود الكبيرة التى بذلت».
من جهته، قال الصحفى ناحوم بارنيع فى ذات الصحيفة انه «لا يجرى الحديث عن مجد من أى نوع، لأن شاليط لا يعود الى بيته بعد عملية عسكرية عظيمة، قامت بها وحدة المظليين ولا بعد عملية سرية قام بها «الموساد» أو نتيجة تهديد أخاف خاطفيه وجعلهم يضطرون لتحريره، إنه يعود بعد أن يئس متخذو القرار عندنا من إعادته إلى البيت بطريقة أخرى، إنها صفقة يائسة، صفقة لا خيار».
اما المحلل السياسى عكيفا الدار فأشار فى مقال بصحيفة هاآرتس بعنوان «تحرير شاليط القادم» الى محاولات بعض أعضاء الكنيست من اليمين الإسرائيلى، التقدم بمشروع قانون باسم «قانون شاليط» يهدف إلى ما وصف بتحديد ثمن لتبادل الأسرى، مستقبلا ويقضى بأن تتم مبادلة رأس برأس فقط، بمعنى ألا تطلق إسرائيل سراح أكثر من أسير فلسطينى، مقابل كل أسير إسرائيلى. وقال إلدار: «لو كان هذا القانون نافذا لعاد جلعاد شاليط بتابوت مقابل بضعة أسرى فلسطينيين، مشيرا إلى أن إقرار مثل هذا القانون هو بمثابة حكم بالإعدام على شاليط القادم».