منذ الأحد الماضى ومشاعرنا جميعا مجروحة وأفكارنا مختلطة. قلوبنا مع أسر الضحايا والمصابين الذين قتلوا أو أصيبوا بلا ذنب اقترفوه، وعيوننا على بلدنا وما يحدث لها وهى تتخبط فى موج عارم ولا تعرف متى تستقر وإلى أى اتجاه تسير. والسؤال ماذا أصابنا عبر السنين بحيث أصبح أحدنا يأكل لحم أخيه ميتا؟ ثم يسير وكأنه لا يحمل فى فؤاده ضميرا يضبط سلوكه ويوجهه؟. ويجيب د.زكى نجيب محمود فى كتابه «فى مفترق الطرق» فيقول «إن ما أصابنا يمكن تلخيصه فى جملة واحدة، وهى أن المصرى فى هذه المرحلة من تاريخه فقد حسه بوجود «الآخرين»، وهو الذى على يديه كما يقول «بريستد» لمعت الطلائع الأولىمن «فجر الضمير». ما الذى أصابنا حتى نقطع أوصال شبابنا، ونهدم ونحرق كنائسنا من الإسكندرية شمالا حتى أسوان جنوبا كما يشير «د.مأمون فندى» فى «المصرى اليوم»؟.
●●●
إننا ندين بقوة هذه الأفعال الآثمة التى تريد أن تحرق حاضرنا ومستقبلنا، إننا نرفض العنف بكل أساليبه وصوره من كل الأطراف. إن مصر يجب أن تكون فوق الجميع، وان انتماءنا لها يجب أن يسبق كل الانتماءات الأخرى. نعم هناك أعداء لبلادنا فى الخارج ولهم وجود فى الداخل، لكن يجب أن نعترف بأن المخططات الخارجية تنفذ إلى الداخل من خلال مناعة ضعيفة، ورؤية غائبة، ومناخ متطرف يزيد ويتصاعد.
إننا بحاجة إلى قيادات وحكام لهم القدرة على إستباق الأحداث، واختيار «اللحظة» الفارقة للتدخل، والشجاعة الكافية لاتخاذ القرار المناسب، والإدراك العميق للمسئولية الوطنية، وإرساء العدل وإعمال القانون على الجميع بلا تمييز، وبالتالى محاكمة عاجلة وعادلة لكل من تورط فى هذه الأحدات أو غيرها.
إن مستقبل التعايش معا فى بلادنا مرهون ببناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، تقوم على مبدأ المواطنة والمساواة وسيادة القانون، دولة كهذه هى العاصم لنا جميعا مما نحن فيه، وسط كل ما يحيط بنا أو يحاك لنا. دولة تشع بالنور والدفء والحب لبعضنا البعض والحرص على بعضنا البعض.