أكد مصدر مسئول بوزارة البترول عدم اتخاذ قرار بزيادة أسعار أى من أنواع البنزين، مشددا على أن الوقت غير مناسب بالمرة لمثل هذه القرارات، وأن قرار زيادة الأسعار لا يمكن صدوره إلا من خلال مجلس الوزراء لمراعاة جميع الأبعاد الاقتصادية الاجتماعية. وأضاف المصدر الذى رفض الكشف عن هويته أن مصر تنتج سنويا 4.5 مليون طن من البنزين بأنواعه، ولا تستورد من هذه الكمية سوى 5% فقط غالبا تكون من بنزين 95 ولأغراض معينة. نفى المصدر وجود نقص فى كميات البنزين اللازمة، وأن الأزمة حدثت ال24 ساعة الماضية نتيجة شائعات عن زيادة فى الأسعار وتوقع أزمة، الأمر الذى دفع أصحاب السيارات إلى التكالب على تخزين البنزين وهو ما صنعت الأزمة «الشخص الذى تنقص سيارته 5 لتر يفوت على أقرب محطة يكمل «التانك» ويملى جركن احتياطى ولو الناس استمرت فى التزود بالوقود كل 3 أو 4 أيام كالعادة ما كانت هناك أزمة» على حد قول المصدر المسئول.
وأضاف المصدر نفسه بأن «المطلوب من الناس فقط أن تطمئن.. لن تكون هناك أزمة فى البنزين؛ لأنه متوافر فى المستودعات والمحطات». وناشد المواطنين الاتصال برقم الطوارئ المعلن للتبليغ عن أى محطة تتلاعب بالأسعار.
ومن جانبها أكدت شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية أن أزمة البنزين التى تشهدها ربوع مصر الآن ستنتهى يوم الأحد المقبل على أقصى تقدير، تزامنا مع بداية دخول المدارس.
وقال رئيس الشعبة حسام عرفات ل«الشروق» إن الأزمة سببها الرئيسى سوء الاستخدام نتيجة لتكالب المواطنين على شراء بنزين 80، مشددا فى الوقت نفسه على عدم زيادة أسعار المحروقات مثلما أشيع بين المواطنين.
وشدد رئيس الشعبة على أن الحصص المخصصة لمحطات التعبئة ثابتة ولم تقل. وأن جميع معامل التكرير تعمل بكامل طاقتها. مطالبا فى الوقت نفسه المواطنين وأصحاب السيارات الأجرة بأخذ احتياجاتهم فقط وعدم تخزين البنزين لعدم خلق الأزمة.
وأشار عرفات إلى أن أسباب الأزمة ترجع إلى تحول سائقى التاكسى الأبيض و40% من السيارات الملاكى إلى استخدام بنزين 80 بدلا من بنزين 90 و92، باستخدام فلتر قبل طرمبة البنزين وبعدها، وبذلك يصبح بنزين 80 مثل بنزين 90، فضلا عن زيادة عدد مركبات التوك توك (حوالى 2 مليون مركبة بدون ترخيص) والموتوسيكلات، وكلهم فى خارج المنظومة، ولم تقم الدولة بتوفير بنزين لهم رغم أنهم يستهلكون كميات كبيرة من البنزين المدعم 80.
ولفت النظر إلى الكثير من المواطنين يقومون بتخزين البنزين فى جراكن تحسبا لأى طوارئ، وقال إن «احد الأشخاص الذين يعرفهم لديه بالمنزل 10جراكن أى ما يوازى 200 لتر تحسبا لأى ظروف».
وأشار إلى أن حجم إنتاج مصر من بنزين 80 يصل إلى 780 ألف لتر يوميا، والاستهلاك يتعدى المليون لتر.
وشهدت بعض محافظات مصر أزمة فى الوقود، وتبادل كل من وكيل وزارة التموين والسائقين بمحافظة المنيا التهم بالتسبب فى أزمة البنزين بعدما أعلنت جميع محطات المنيا خلوها من بنزين 80.
ونشطت السوق السوداء للبنزين بأنواعه فى محافظة الفيوم بعد اختفائه من المحطات، فيما شهدت محطات محافظة قنا تكدس العشرات من سيارات الملاكى بعد اختفاء بنزين 80 و90 من السوق ووقعت بعض المشادات الكلامية بين قائدى السيارات بسبب أولوية الدور فى بعض المحطات التى وجد بها.
وفى البحيرة أدى بدء العام الدراسى إلى استعداد أصحاب سيارات الأجرة والملاكى معا إلى التزود بكميات كبيرة من البنزين استعدادا لزيادة الحركة والانتقال بين القرى والمراكز وأدى هذا إلى زيادة الطلب وحدوث أزمة فى البنزين وهو ما يبدو أنه تم استغلاله من قبل سيارات الأجرة لنشر شائعات لزيادة تعريفة الركوب.
وتمكنت مديرية أمن أسيوط بإشراف اللواء رضا سويلم مدير المباحث الجنائية وبالتنسيق مع مديرية التموين من ضبط سيارة بمركز ديروط محملة ب 2000 لتر بنزين 80 قبل تهريبها إلى محافظة المنيا على طريق أسيوط ديروط الزراعى الفرعى وفر السائق هاربا.
أعد هذا الملف : عبد العزيز صبرة ومحمود العربى وماهر عبد الصبور وميشيل عبدالله وحمادة عاشور وخميس البرعى وحسن صالح ويونس درويش